أبا عَمرٍو ، وَانظُر هَل بَقِيَ مِن عُمُرِكَ إلّا كَظِم ءِ الحِمارِ ۱ ؟ ! فَحَتّى مَتى وإلى مَتى ؟ !
أ لا تَنهى سُفَهاءَ بَني اُمَيَّةَ عَن أعراضِ المُسلِمينَ وأبشارِهِم وأموالِهِم ؟ ! وَاللّهِ لَو ظَلَمَ عامِلٌ مِن عُمّالِكَ حَيثُ تَغرُبُ الشَّمسُ لَكانَ إثمُهُ مُشتَرَكا بَينَهُ وبَينَكَ .
فَقالَ عُثمانُ : لَكَ العُتبى ، وأفعَلُ وأعزِلُ مِن عُمّالي كُلَّ مَن تَكرَهُهُ ويَكرَهُهُ المُسلِمونَ . ثُمَّ افتَرَقا ، فَصَدَّهُ مَروانُ بنُ الحَكَمِ عَن ذلِكَ ، وقالَ : يَجتَرِئُ عَلَيكَ النّاسُ ؛ فَلا تَعزِلُ أحَدا مِنهُم ! ۲ .
۵ / ۵
المُشاجَرَةُ بَينَ الزُّبَيرِ وعُثمانَ
۱۲۰۲.الفتوح :أقبَلَ طَلحَةُ وَالزُّبَيرُ حَتّى دَخَلا عَلى عُثمانَ ثُمَّ تَقَدَّمَ إلَيهِ الزُّبَيرُ وقالَ : يا عُثمانُ ! أ لَم يَكُن في وَصِيَّةِ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ : أن لا تَحمِلَ آلَ بَني مُعَيطٍ عَلى رِقابِ النّاسِ إن وُليتَ هذَا الأَمرَ ؟
قالَ عُثمانُ : بَلى .
قالَ الزُّبَيرُ : فَلِمَ استَعمَلتَ الوَليدَ بنَ عُقبَةَ عَلَى الكوفَةِ ؟
قالَ عُثمانُ : اِستَعمَلتُهُ كَمَا استَعمَلَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ عَمرَو بنَ العاصِ وَالمُغيرَةَ بنَ شُعبَةَ ، فَلَمّا عَصَى اللّهَ وفَعَلَ ما فَعَلَ عَزَلتُهُ وَاستَعمَلتُ غَيرَهُ عَلى عَمَلِهِ .
قالَ : فَلِمَ استَعمَلتَ مُعاوِيَةَ عَلَى الشّامِ ؟
فَقالَ عُثمانُ : لِرَأيِ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ فيهِ .