الاُمورُ وتَعَذَّرَت عَلَيهِمُ المَكاسِبُ .
ألا فَقَد وَاللّهِ عِبتُم عَلَيَّ بِما أقرَرتُمُ لِابنِ الخَطّابِ بِمِثلِهِ ، ولكِنَّهُ وَطَئَكُم بِرِجلِهِ ، وضَرَبَكُم بِيَدِهِ ، وقَمَعَكُمُ بِلِسانِهِ ، فَدِنتُم لَهُ عَلى ما أحبَبتُم أو كَرِهتُم ، ولِنتُ لَكُم ، وأوطَأتُ لَكُم كَتِفي ، وكَفَفتُ يَدي ولِساني عَنكُم ، فَاجتَرَأتُم عَلَيَّ ، أما وَاللّهِ لَأنَا أعَزُّ نَفَرا ، وأقرَبُ ناصِرا ، وأكثَرُ عَدَدا وأقمَنُ ۱ ، إن قُلتُ : هَلُمَّ ، اُتِيَ إلَيَّ ، ولَقَد أعدَدتُ لَكُم أقرانَكُم وأفضَلتُ عَلَيكُم فُضولاً ، وكَشَرتُ لَكُم عَن نابي ، وأخرَجتُم مِنّي خُلقا لَم أكُن اُحسِنُهُ ، ومَنطِقا لَم أنِطق بِهِ ، فَكُفّوا عَلَيكُم ألسِنَتَكُم وطَعنَكُم وعَيبَكُم عَلى وُلاتِكُم ؛ فَإِنّي قَد كَفَفتُ عَنكُم مَن لَو كانَ هُوَ الَّذي يُكَلِّمُكُم لَرَضيتُم مِنهُ بِدونِ مَنطِقي هذا .
ألا فَما تَفقِدونَ مِن حَقِّكُم ؟ وَاللّهِ ما قَصَّرتُ في بُلوغِ ما كانَ يَبلُغُ مَن كانَ قَبلي ، ومَن لَم تَكونوا تَختَلِفونَ عَلَيهِ ، فَضَلَ فَضلٌ مِن مالٍ ؛ فَما لي لا أصنَعُ في الفَضلِ ما اُريدُ ، فَلِمَ كُنتُ إماما ؟
فَقامَ مَروانُ بنُ الحَكَمِ فَقالَ : إن شِئتُم حَكَّمنا وَاللّهِ بَينَنا وبَينَكُمُ السَّيفَ ، نَحنُ وَاللّهِ وأنتُم كَما قالَ الشّاعِرُ :
فَرَشنا لَكُم أعراضَنا فنبَت بِكُم
مَعارِسُكُم تَبنون في دِمَنِ الثَّرى
فَقالَ عُثمانُ : اُسكُت لا سَكَتَّ ، دَعني وأصحابي ، ما مَنطِقُكَ في هذا ! أ لَم أتَقَدَّم إلَيكَ أ لّا تَنطِقَ . فَسَكَتَ مَروانُ ونَزَلَ عُثمانُ ۲ .
۱۲۰۰.نهج البلاغة :مِن كَلامٍ لَهُ عليه السلام لَمَّا اجتَمَعَ النّاسُ إلَيهِ وشَكَوا ما نَقَموهُ عَلى عُثمانَ وسَأَلوه