رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ؟
فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : لا ، وَقَد صَدَقَ أبو ذَرٍّ .
قالَ عُثمانُ : بِمَ عَرَفتَ صِدقَهُ ؟
قالَ : لَأَنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : ما أظَلَّتِ الخَضراءُ ، ولا أقَلَّتِ الغَبراءُ مِن ذي لَهجَةٍ أصدَقَ مِن أبي ذَرٍّ ۱ .
فَقالَ جَميعُ مَن حَضَرَ مِن أصحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله : لَقَد صَدَقَ أبو ذَرٍّ .
فَقالَ أبو ذَرٍّ : اُحَدِّثُكُم أنّي سَمِعتُ هذا مِن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ثُمَّ تَتَّهِمونَني ! ! ما كُنتُ أظُنُّ أنّي أعيشُ حَتّى أسمَعَ هذا مِن أصحابِ مُحَمَّدٍ ۲ .
۱۱۵۷.تاريخ اليعقوبي :بَلَغَ عُثمانَ أنَّ أبا ذَرٍّ يَقَعُ فيهِ ، ويَذكُرُ ما غُيِّرَ وبُدِّلَ مِن سُنَنِ رَسولِ اللّهِ ، وسُنَنِ أبي بَكرٍ وعُمَرَ ، فَسَيَّرَهُ إلَى الشّامِ إلى مُعاوِيَةَ .
وكانَ يَجلِسُ فِي المَسجِدِ ، فَيَقولُ كَما كانَ يَقولُ ، ويَجتَمِعُ إلَيهِ النّاسُ ، حَتّى كَثُرَ مَن يَجتَمِعُ إلَيهِ ، ويَسمَعُ مِنهُ . وكانَ يَقِفُ عَلى بابِ دَمِشقَ ـ إذا صَلّى صَلاةَ الصُّبحِ فَيَقولُ : جاءَتِ القَطارُ تَحمِلُ النّارَ ، لَعَنَ اللّهُ الآمِرينَ بِالمَعروفِ وَالتّارِكينَ لَهُ ، وَلَعَنَ اللّهُ النّاهينَ عَنِ المُنكَرِ وَالآتينَ لَهُ .
وكَتَبَ مُعاوِيَةُ إلى عُثمانَ : إنَّكَ قَد أفسَدتَ الشّامَ عَلى نَفسِكَ بِأَبي ذَرٍّ . فَكَتَبَ إلَيهِ : أنِ احمِلهُ عَلى قَتَبٍ ۳ بِغَيرِ وَطاءٍ . فَقَدِمَ بِهِ إلَى المَدينَةِ ، وقَد ذَهَبَ لحَمُ فَخِذَيهِ . . . .
1.انظر في خصوص هذا الحديث : مسند ابن حنبل : ج۸ ص۱۶۹ ح۲۱۷۸۳ ، سنن الترمذي : ج۵ ص۶۶۹ ح۳۸۰۱ و ح۳۸۰۲ ، سنن ابن ماجة : ج۱ ص۵۵ ح۱۵۶ ، المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۳۸۵ ح۵۴۶۱ و ح۵۴۶۲ ؛ معاني الأخبار : ص۱۷۹ ح۱ ، علل الشرائع : ص۱۷۷ ح۱ و ح۲ ، الاحتجاج : ج۱ ص۶۱۶ ح۱۳۹ .
2.شرح نهج البلاغة : ج۳ ص۵۵ ، الرياض النضرة : ج۳ ص۸۳ نحوه ؛ الشافي : ج۴ ص۲۹۵ وراجع تفسير القمّي : ج۱ ص۵۲ .
3.القَتَبُ : رَحلُ البعير، صغير على قدر السنام (مجمع البحرين : ج۳ ص۱۴۳۷) .