ابنُ الخَطّابِ شَيءٌ ، تُوُفِّيَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، رَحمَةُ اللّهِ عَلَيكَ يا رَسولَ اللّهِ ! ما أطيَبَكَ حَيّا وما أطيَبَكَ مَيِّتا ! ثُمَّ غَشّاهُ بِالثَّوبِ ، ثُمَّ خَرَجَ سَريعا إلَى المَسجِدِ يَتَوَطَّأُ رِقابَ النّاسِ ، حَتّى أتَى المِنبَرَ ، وجَلَسَ عُمَرُ حينَ رَأى أبا بَكرٍ مُقبِلاً إلَيهِ ، فَقامَ أبو بَكرٍ إلى جانِبِ المِنبَرِ ثُمَّ نادَى النّاسَ فَجَلَسوا وأنصَتوا ، فَتَشَهَّدَ أبو بَكرٍ بِما عَلِمَهُ مِنَ التَّشَهُّدِ وقالَ :
إنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى نَعى نَبِيَّكُم إلى نَفسِهِ وهُوَ حَيٌّ بَينَ أظهُرِكُم ، ونَعاكُم إلى أنفُسِكُم ؛ فَهُوَ المَوتُ حَتّى لا يَبقى أحَدٌ إلّا اللّهُ عَزَّ وجَلَّ ، قالَ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى : «وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ» إلى قَولِهِ «وَسَيَجْزِى اللَّهُ الشَّـكِرِينَ» فَقالَ عُمَرُ : هذِهِ الآيَةُ فِي القُرآنِ ؟ ! وَاللّهِ ما عَلِمتُ أنَّ هذِهِ الآيَةَ اُنزِلَت قَبلَ اليَومِ ! ! ۱
۹۲۶.صحيح البخاري عن أنس بن مالك أنَّهُ سَمِعَ خُطبَةَ عُمَرَ الآخِرَةَ حينَ جَلَسَ عَلَى المِنبَرِ ، وذلِكَ الغَدُ مِن يَومِ تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله ، فَتَشَهَّدَ وأبو بَكرٍ صامِتٌ لا يَتَكَلَّمُ ، قالَ :كُنتُ أرجو أن يَعيشَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله حَتّى يدبُرنا ـ يُريدُ بِذلِكَ أن يَكونَ آخِرَهُم ـ فَإِن يَكُ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله قَد ماتَ فَإِنَّ اللّهَ تَعالى قَد جَعَلَ بَينَ أظهُرِكُم نورا تَهتَدونَ بِهِ بِما هَدَى اللّهُ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله ، وإنَّ أبا بَكرٍ صاحِبَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ثانِيَ اثنَينِ ؛ فَإِنَّهُ أولَى المُسلِمينَ بِاُمورِكُم ، فَقوموا فَبايِعوهُ ، وكانَت طائِفَةٌ مِنهُم قد بايَعوهُ قَبلَ ذلِكَ في سَقيفَةِ بَني ساعِدَةَ ، وكانَت بَيعَةُ العامَّةِ عَلَى المِنبَرِ ۲ .