59
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی

أمّا بَعدُ ، فَإِنَّهُ لَمّا قَبَضَ اللّهُ نَبِيَّهُ صلى الله عليه و آله قُلنا : نَحنُ أهلُهُ ، ووَرَثَتُهُ ، وعِترَتُهُ ، وأولِياؤُهُ ، دونَ النّاسِ ، لا يُنازِعُنا سُلطانَهَ أحَدٌ ، ولا يَطمَعُ في حَقِّنا طامِعٌ ! إذِ انبَرى لَنا قَومُنا فَغَصَبونا سُلطانَ نَبِيِّنا ، فَصارَتِ الإِمرَةُ لِغَيرِنا ، وصِرنا سوقَةً ، يَطمَعُ فينَا الضَّعيفُ ، ويَتَعَزَّزُ عَلَينَا الذَّليلُ ؛ فَبَكَتِ الأَعيُنُ مِنّا لِذلِكَ ، وخَشُنَتِ الصُّدورُ ، وَجزَعَتِ النُّفوسُ .
وَايمُ اللّهِ ، لَولا مَخافَةُ الفُرقَةِ بَينَ المُسلِمينَ ، وأن يَعودَ الكُفرُ ، ويَبورَ الدِّينُ ، لَكُنّا عَلى غَيرِما كُنّا لَهُم عَلَيهِ ، فَوَلِيَ الأَمرَ وُلاةٌ لَم يَألُوا النّاسَ خَيرا ۱ .

۹۹۴.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن خُطبَتِهِ بِذي قارٍ ۲ ـ: قَد جَرَت اُمورٌ صَبَرنا فيها وفي أعيُنِنَا القَذى ؛ تَسليما لاِمرِ اللّهِ تَعالى فيمَا امتَحَنَنا بِهِ ؛ رَجاءَ الثَّوابِ عَلى ذِلكَ ، وكانَ الصَّبرُ عَلَيها أمثَلَ مِن أن يَتَفَرَّقَ المُسلِمونَ ، وتُسفَكَ دِماؤُهُم .
نَحنُ أهلُ بَيتِ النُّبُوَّةِ ، وأحَقُّ الخَلقِ بِسُلطانِ الرِّسالَةِ ، ومَعدِنُ الكَرامَةِ الَّتِي ابتَدَأَ اللّهُ بِها هذِهِ الاُمَّةَ . وهذا طَلحَةُ وَالزُّبَيرُ ـ لَيسا مِن أهلِ النُّبُوَّةِ ، ولا مِن ذُرِّيَّةِ الرَّسولِ ـ حينَ رَأَيا أنَّ اللّهَ قَد رَدَّ عَلَينا حَقَّنا بَعدَ أعصُرٍ ، فَلَم يَصبِرا حَولاً واحِدا ، ولا شَهرا كامِلاً ، حَتّى وَثَبا عَلى دَأبِ الماضينَ قَبلَهُما ؛ لِيَذهَبا بِحَقّي ، ويُفَرِّقا جَماعَةَ المُسلِمينَ عَنّي ۳ .

۹۹۵.عنه عليه السلامـ مِن خُطبَتِهِ قَبلَ حَربِ الجَمَلِ ـ: إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله حينَ قُبِضَ كُنّا نَحنُ أهلَ بَيتِهِ ، وعُصبَتَهُ ، ووَرَثَتَهُ ، وأولِياءَهُ ، وأحَقَّ خَلقِ اللّهِ بِهِ ، لا نُنازَعُ في ذلِكَ . . . فَانتَزَعوا سُلطانَ نَبِيِّنا مِنّا ، ووَلَّوهُ غَيرَنا ، وَايمُ اللّهِ فَلَولا مَخافَةُ الفُرقَة بَينَ المُسلِمينَ أن يَعودوا

1.شرح نهج البلاغة : ج۱ ص۳۰۷ ؛ الإرشاد : ج۱ ص۲۴۵ ، الجمل : ص۴۳۷ وفيهما من «أمّا بعد . . .» .

2.ذُوقار : موضع بين الكوفة وواسط ، وهو إلى الكوفة أقرب ، فيه كان يوم ذي قار المشهور بين الفرس والعرب (تقويم البلدان : ص۲۹۲) .

3.الإرشاد : ج۱ ص۲۴۹ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
58

۹۹۰.شرح نهج البلاغة :يَنبَغي لِلعاقِلِ أن يُفَكِّرَ في تَأَخُّرِ عَلِيٍّ عليه السلام عَن بَيعَةِ أبي بَكرٍ سِتَّةَ أشهُرٍ إلى أن ماتَت فاطِمَةُ ، فَإِن كانَ مُصيبا فَأَبو بَكرٍ عَلَى الخَطَأ فِي انتِصابِهِ فِي الخِلافَةِ ، وإن كانَ أبو بَكرٍ مُصيبا فَعَلِيٌّ عَلَى الخَطَاَ في تَأَخُّرِهِ عَنِ البَيعَةِ وحُضورِ المَسجِدِ ۱ . ۲

۱ / ۱۵

دَوافِعُ بَيعَةِ الإِمامِ بَعدَ امتِناعِهِ

أ : مَخافَةُ الفُرقَةِ

۹۹۱.الشافي عن موسى بن عبد اللّه بن الحسن :إنَّ عَلِيّا عليه السلام قالَ لَهُم [لِلمُتَخَلِّفينَ عَن بَيعَةِ أبي بَكرٍ] : بايِعوا ؛ فَإِنَّ هؤُلاءِ خَيَّروني أن يَأخُذوا ما لَيسَ لَهُم ، أو اُقاتِلَهُم واُفَرِّقَ أمرَ المُسلِمينَ ۳ .

۹۹۲.الشافي عن سفيان بن فَروَة عن أبيه :جاءَ بُرَيدَةُ حَتّى رَكَزَ رايَتَهُ في وَسَطِ أسلَمَ ، ثُمَّ قالَ : لا اُبايِعُ حَتّى يُبايِعَ عَلِيٌّ ! فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : يا بُرَيدَةُ ، ادخُل فيما دَخَلَ فيهِ النّاسُ ، فَإِنَّ اجتِماعَهُم أحَبُّ إلَيَّ مِنِ اختِلافِهِمُ اليَومَ ۴ .

۹۹۳.شرح نهج البلاغة عن عبد اللّه بن جُنادَة :قَدِمتُ مِنَ الحِجازِ اُريدُ العِراقَ ، في أوَّلِ إمارَةِ عَلِيٍّ عليه السلام ، فَمَرَرتُ بِمَكَّةَ ، فَاعتَمَرتُ ، ثُمَّ قَدِمتُ المَدينَةَ ، فَدَخَلتُ مَسجِدَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، إذ نودِيَ : الصَّلاةُ جامِعَةً ، فَاجتَمَعَ النّاسُ ، وخَرَجَ عَلِيٌّ عليه السلام مُتَقَلِّدا سَيفَهُ ، فَشَخَصَتِ الأَبصارُ نَحوَهُ ، فَحَمِدَ اللّهُ وصَلّى عَلى رَسولِهِ صلى الله عليه و آله ، ثُمَّ قالَ :

1.لكنّ عليّا معصوم عن الخطأ بدليل آية التطهير وغيرها ، فالخطأ من غيره .

2.شرح نهج البلاغة : ج۲۰ ص۲۴ .

3.الشافي : ج۳ ص۲۴۳ ، الصراط المستقيم : ج۳ ص۱۱۱ وفي صدره «وروى إبراهيم بطريقين إنّ عليّا قال لبريدة ولجماعة اُخر أبوا البيعة» ، بحار الأنوار : ج۲۸ ص۳۹۲ .

4.الشافي : ج۳ ص۲۴۳ ، الدرجات الرفيعة : ص۴۰۳ ، بحار الأنوار : ج۲۸ ص۳۹۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 32153
صفحه از 600
پرینت  ارسال به