فَقالَ : وَاللّهِ ما يَنتَفِعُ بِهذا اُمَراؤُكُم ، وإنَّكُم لَتَشُقّونَ عَلى أنفُسِكُم في دُنياكُم ، وتَشقَونَ بِهِ في آخِرَتِكُم . وما أخسَرَ المَشَقَّةَ وَراءَهَا العِقابُ ، وأربَحَ الدَّعَةَ مَعَهَا الأَمانُ مِنَ النّارِ ! ۱
۱۴۳۵.نهج البلاغة :رُوِيَ أنَّهُ [عَليّاً] عليه السلام لَمّا وَرَدَ الكوفَةَ قادِما مِن صِفّينَ مَرَّ بِالشَّبامِيّينَ ۲ فَسَمَعَ بُكاءَ النِّساءِ عَلَى قَتلَى صِفّين ، وخَرَجَ إلَيهِ حَربُ بنُ شَرَحبيلِ الشَّباميّ . . . يَمشي مَعَهُ وهوَ عليه السلام راكِبٌ ، فَقالَ عليه السلام : ارجَع ؛ فإِنَّ مَشيَ مِثلِكَ مَعَ مِثلي فِتنَةٌ لِلوالي ، ومَذَلَّةٌ لِلمُؤمِنِ ۳ .
۱۴۳۶.الإمام الصادق عليه السلام :خَرَجَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام عَلى أصحابِهِ وهُوَ راكِبٌ ، فَمَشَوا خَلفَهُ ، فَالتَفَتَ إلَيهِم ، فَقالَ : لَكُم حاجَةٌ ؟ فَقالوا : لا ، يا أميرَ المُؤمِنينَ ، ولكِنّا نُحِبُّ أن نَمشِيَ مَعَكَ ، فَقالَ لَهُم : اِنصَرِفوا ؛ فَإِنَّ مَشيَ الماشي مَعَ الرّاكِبِ مَفسَدَةٌ لِلرّاكِبِ ، ومَذَلَّةٌ لِلماشي .
قالَ : ورَكِبَ مَرَّةً اُخرى فَمَشَوا خَلفَهُ ، فَقالَ : اِنصَرِفوا ؛ فَإِنَّ خَفقَ النِّعالِ خَلفَ أعقابِ الرِّجالِ مَفسَدَةٌ لِقُلوبِ النَّوكى ۴۵ .
1.نهج البلاغة : الحكمة ۳۷ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۱۰۴ عن النوكي ، بحار الأنوار : ج۴۱ ص۵۵ ح۳ وراجع وقعة صفّين : ص۱۴۴ .
2.الشبام : حيّ من اليمن من همدان (لسان العرب : ج۱۲ ص۳۱۷) .
3.نهج البلاغة : الحكمة ۳۲۲ ، وقعة صفّين : ص۵۳۱ عن عبد اللّه بن عاصم الفائشي ؛ المعيار والموازنة : ص۱۹۳ كلاهما نحوه .
4.النَّوكى : الحمقى (النهاية : ج۵ ص۱۲۹) .
5.المحاسن : ج۲ ص۴۷۰ ح۲۶۳۲ ، الكافي : ج۶ ص۵۴۰ ح۱۶ وليس فيه ذيله وكلاهما عن هشام بن سالم ، تحف العقول : ص۲۰۹ نحوه ، مشكاة الأنوار : ص۳۶۴ ح۱۱۸۹ عن هشام بن سالم رفعه إلى الإمام عليّ عليه السلام ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۱۰۴ وفيه «ارجعوا ، النعال خلف أعقاب الرجال مفسدة القلوب» بدل «فإنّ خفق . . .» .