411
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی

أعرابِ قَومِكَ ، كَأَنَّهُ تُراثُكَ عَن أبيكَ واُمِّكَ .
وإنّي اُقسِمُ بِاللّهِ لَئِن كانَ ذلِكَ حَقّا لَجَمَلُ أهلِكَ وشِسعُ نَعلِكَ خَيرٌ مِنكَ ، وأنَّ اللَّعِبَ وَاللَّهوَ لا يَرضاهُمَا اللّهُ ، وخِيانَةَ المُسلِمينَ وتَضييعَ أعمالِهِم مِمّا يُسخِطُ رَبَّكَ ، ومَن كانَ كَذلِكَ فَلَيسَ بِأَهلٍ لِأَن يُسَدَّ بِهِ الثَّغرُ ، ويُجبى بِهِ الفَيءُ ، ويُؤتَمَنَ عَلى مالِ المُسلِمينَ ، فَأَقبِل حينَ يَصِلُ كِتابي هذا إلَيكَ .
فَقَدِمَ فَشَكاهُ قَومٌ ورَفَعوا عَلَيهِ أنَّهُ أخَذَ ثَلاثينَ ألفَا ، فَسَأَلَهُ فَجَحَدَ ، فَاستَحلَفَهُ فَلَم يَحلِف ، فَحَبَسَهُ ۱ .

راجع : ج ۷ ص ۵۰۴ (المنذر بن الجارود العبديّ) .

۳ / ۱۲

عَزلُ مَن ثَبَتَتِ خِيانَتُهُ مِنَ العُمّالِ

۱۴۰۸.الاستيعاب :كانَ عَليٌّ عليه السلام . . . لا يَخُصُّ بِالوِلاياتِ إلّا أهلَ الدِّياناتِ وَالأَماناتِ ، وإذا بَلَغَهُ عَن أحَدِهِم خِيانَةٌ كَتَبَ إلَيهِ : قَد جاءَتكُم مَوعِظَةٌ مِن رَبِّكُم فَأَوفُوا الكَيلَ وَالميزانَ بِالقَسطِ ولا تَبخَسُوا النَّاسَ أشياءَهُم ولا تَعثَوا فِي الأَرضِ مُفسِدينَ . بَقِيَّةُ اللّهِ خَيرٌ لَكُم إن كُنتُم مُؤمِنينَ وما أنَا عَلَيكُم بِحَفيظٍ ۲ . إذا أتاكَ كِتابي هذا فاحتَفِظ بِما في يَدَيكَ مِن أعمالِنا حَتّى نَبعَثَ إلَيكَ مَن يَتَسَلَّمُهُ مِنكَ ، ثُمَّ يَرفَعُ طَرفَهُ إلَى السَّماءِ فَيَقولُ : اللّهُمَّ إنَّكَ تَعلَمُ أنّي لَم آمُرهُم بِظُلمِ خَلقِكَ ، ولا بِتَركِ حَقِّكَ .
وخُطَبُهُ ومَواعِظُهُ ووَصاياهُ لِعُمّالِهِ إذ كانَ يُخرِجُهُم إلى أعمالِهِ كَثيرَةٌ مَشهورَةٌ لَم أرَ التَّعَرُّضَ لِذِكرِها ، لِئَلّا يَطولَ الكِتابُ ، وهِيَ حِسانٌ كُلُّها ۳ .

1.أنساب الأشراف : ج۲ ص۳۹۱ ؛ نهج البلاغة : الكتاب ۷۱ ، تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۲۰۳ كلاهما نحوه .

2.اقتباس من سورة الأعراف : ۸۵ وهود : ۸۵ و ۸۶ .

3.الاستيعاب : ج۳ ص۲۱۰ و ۲۱۱ الرقم ۱۸۷۵ عن أبي إسحاق السبيعي .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
410

أطلُبَ فيها إلى أحَدٍ .
ثُمَّ قالَ : أما وَاللّهِ لَو أنَّ ابنَ هِندٍ يُطالِبُني بِها ، أو ابنَ عَفّانَ لَتَرَكَها لي ، أ لَم تَرَ إلَى ابنِ عَفّانَ حَيثُ أطعَمَ الأَشعَثَ بنَ قَيسٍ مِئَةَ ألفِ دِرهَمٍ مِن خَراجِ أذرَبيجانَ في كُلِّ سَنَةٍ ، فَقُلتُ : إنَّ هذا لا يَرى ذلِكَ الرَّأيَ ، وما هُوَ بِتارِكٍ لَكَ شَيئا ، فَسَكَتَ ساعَةً وسَكَتُّ عَنهُ ، فَما مَكَثَ لَيلَةً واحِدةً بَعدَ هذا الكَلامِ حَتّى لَحِقَ بِمُعاوِيَةَ ، فَبَلَغَ ذلِكَ عَلِيّا عليه السلام فَقالَ : مالَهُ ؟ ! تَرَّحَهُ ۱ اللّهُ ! فَعَلَ فِعلَ السَّيِّدِ ، وفَرَّ فِرارَ العَبدِ ، وخانَ خِيانَةَ الفاجِرِ ! أما إنَّهُ لَو أقامَ فَعَجَزَ ما زِدنا عَلى حَبسِهِ ؛ فَإِن وَجَدنا لَهُ شَيئا أخَذناهُ ، وإن لَم نَقدِر لَهُ عَلى مالٍ تَرَكناهُ ، ثمَّ سارَ إلى دارِهِ فَهَدَمَها ۲ .

راجع : ج ۷ ص ۴۹۳ (مصقلة بن هبيرة) .

۳ / ۱۱ ـ ۸

المُنذِرُ بنُ الجارودِ

۱۴۰۷.أنساب الأشراف :وكَتَبَ عليه السلام إلَى المُنذِرِ بنِ الجارودِ ، وبَلَغَهُ أنَّهُ يَبسُطُ يَدَهُ في المالِ ، ويَصِلُ مَن أتاهُ ، وكانَ عَلى اِصطَخرَ ۳ : إنَّ صَلاحَ أبيكَ غَرَّني مِنكَ ، وظَنَنتُ أنَّكَ تَتَّبِعُ هَديَهُ وفِعلَهُ ، فَإِذا أنتَ فيما رُقِّيَ إلَيَّ عَنكَ لا تَدَعُ الاِنقِيادَ لِهَواكَ وإن أزرى ذلِكَ بِدينِكَ ، ولا تُصغي إلَى النّاصِحِ وإن أَخلَصَ النُّصحَ لَكَ ، بَلَغَني أنَّكَ تَدَعُ عَمَلَكَ كَثيرا وتَخرُجُ لاهِيا مُتَنَزِّها مُتَصَيِّدا ، وأنَّكَ قَد بَسَطتَ يَدَكَ في مالِ اللّهِ لِمَن أتاكَ مِن

1.التَّرَح : ضدّ الفرح ؛ وهو الهلاك والانقطاع أيضا (النهاية : ج۱ ص۱۸۶) .

2.الغارات : ج۱ ص۳۶۵ ؛ تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۲۹ ، تاريخ دمشق : ج۵۸ ص۲۷۲ ح۷۴۵۰ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۲۱ وراجع أنساب الأشراف : ج۳ ص۱۸۱ والبداية والنهاية : ج۷ ص۳۱۰ والفتوح : ج۴ ص۲۴۴ .

3.اِصْطَخر : معرّب استخر ، وهي من أقدم مدن فارس ، وبها كان سرير الملك دارا بن داراب ، وبها آثار عظيمة. وبينها وبين شيراز اثنا عشر فرسخا (راجع تقويم البلدان : ص۳۲۹).

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 32210
صفحه از 600
پرینت  ارسال به