أعرابِ قَومِكَ ، كَأَنَّهُ تُراثُكَ عَن أبيكَ واُمِّكَ .
وإنّي اُقسِمُ بِاللّهِ لَئِن كانَ ذلِكَ حَقّا لَجَمَلُ أهلِكَ وشِسعُ نَعلِكَ خَيرٌ مِنكَ ، وأنَّ اللَّعِبَ وَاللَّهوَ لا يَرضاهُمَا اللّهُ ، وخِيانَةَ المُسلِمينَ وتَضييعَ أعمالِهِم مِمّا يُسخِطُ رَبَّكَ ، ومَن كانَ كَذلِكَ فَلَيسَ بِأَهلٍ لِأَن يُسَدَّ بِهِ الثَّغرُ ، ويُجبى بِهِ الفَيءُ ، ويُؤتَمَنَ عَلى مالِ المُسلِمينَ ، فَأَقبِل حينَ يَصِلُ كِتابي هذا إلَيكَ .
فَقَدِمَ فَشَكاهُ قَومٌ ورَفَعوا عَلَيهِ أنَّهُ أخَذَ ثَلاثينَ ألفَا ، فَسَأَلَهُ فَجَحَدَ ، فَاستَحلَفَهُ فَلَم يَحلِف ، فَحَبَسَهُ ۱ .
راجع : ج ۷ ص ۵۰۴ (المنذر بن الجارود العبديّ) .
۳ / ۱۲
عَزلُ مَن ثَبَتَتِ خِيانَتُهُ مِنَ العُمّالِ
۱۴۰۸.الاستيعاب :كانَ عَليٌّ عليه السلام . . . لا يَخُصُّ بِالوِلاياتِ إلّا أهلَ الدِّياناتِ وَالأَماناتِ ، وإذا بَلَغَهُ عَن أحَدِهِم خِيانَةٌ كَتَبَ إلَيهِ : قَد جاءَتكُم مَوعِظَةٌ مِن رَبِّكُم فَأَوفُوا الكَيلَ وَالميزانَ بِالقَسطِ ولا تَبخَسُوا النَّاسَ أشياءَهُم ولا تَعثَوا فِي الأَرضِ مُفسِدينَ . بَقِيَّةُ اللّهِ خَيرٌ لَكُم إن كُنتُم مُؤمِنينَ وما أنَا عَلَيكُم بِحَفيظٍ ۲ . إذا أتاكَ كِتابي هذا فاحتَفِظ بِما في يَدَيكَ مِن أعمالِنا حَتّى نَبعَثَ إلَيكَ مَن يَتَسَلَّمُهُ مِنكَ ، ثُمَّ يَرفَعُ طَرفَهُ إلَى السَّماءِ فَيَقولُ : اللّهُمَّ إنَّكَ تَعلَمُ أنّي لَم آمُرهُم بِظُلمِ خَلقِكَ ، ولا بِتَركِ حَقِّكَ .
وخُطَبُهُ ومَواعِظُهُ ووَصاياهُ لِعُمّالِهِ إذ كانَ يُخرِجُهُم إلى أعمالِهِ كَثيرَةٌ مَشهورَةٌ لَم أرَ التَّعَرُّضَ لِذِكرِها ، لِئَلّا يَطولَ الكِتابُ ، وهِيَ حِسانٌ كُلُّها ۳ .