41
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی

عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ في مَنزِلِ فاطِمَةَ بِنتِ رَسولِ اللّهِ ، فَأَتَوا في جَماعَةٍ حَتّى هَجَمُوا الدّارَ . . . ودَخَلُوا الدّارَ فَخَرَجَت فاطِمَةُ فَقالَت : وَاللّهِ لَتَخرُجُنَّ أو لَأَكشِفَنَّ شَعري وَلَأَعِجَّنَّ إلَى اللّهِ . فَخَرَجوا وخَرَجَ مَن كانَ فِي الدّارِ ، وأقامَ القَومُ أيّاما ، ثُمَّ جَعَلَ الواحِدُ بَعدَ الواحِدِ يُبايِعُ ، وَلَم يُبايِع عَلِيٌّ إلّا بَعدَ سِتَّةِ أشهُرٍ ۱ .

۹۶۲.الإمامة والسياسة :إنَّ أبا بَكرٍ تَفَقَّدَ قَوما تَخَلَّفوا عَن بَيعَتِهِ عِندَ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللّهُ وَجهَهُ ، فَبَعَثَ إلَيهِم عُمَرَ ، فَجاءَ فَناداهُم وهُم في دارِ عَلِيٍّ ، فَأَبَوا أن يَخرُجوا ، فَدَعا بِالحَطَبِ وقالَ : وَالَّذي نَفسُ عُمَرَ بِيَدِهِ ، لَتَخرُجُنَّ أو لَاُحرِقَنَّها عَلى مَن فيها ، فَقيلَ لَهُ : يا أبا حَفصٍ ، إنَّ فيها فاطِمَةَ . فَقالَ : وَإن ! !
فَخَرَجوا فَبايَعوا إلّا عَلِيّا ؛ فَإِنَّهُ زَعَمَ أنَّهُ قالَ : حَلَفتُ أن لا أخرُجَ وَلا أضَعَ ثَوبي عَلى عاتِقي حَتّى أجمَعَ القُرآنَ ، فَوَقَفَت فاطِمَةُ رَضِيَ اللّهُ عَنها عَلى بابِها فَقالَت : لا عَهدَ لي بِقَومٍ حَضَروا أسوَأَ مَحضَرٍ مِنكُم ، تَرَكتُم رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله جَنازَةً بَينَ أيدينا ، وَقَطَعتُم أمرَكُم بَينَكُم ، لَم تَستَأمِرونا ، ولَم تَرُدّوا لَنا حَقّا .
فَأَتى عُمَرُ أبا بَكرٍ فَقالَ لَهُ : أ لا تَأخُذُ هذَا المُتَخَلِّفَ عَنكَ بِالبَيعَةِ ؟ فَقالَ أبو بَكرٍ لِقُنفُذٍ ـ وهُوَ مَولىً لَهُ ـ : اِذهَب فَادعُ لي عَلِيّا ، فَذَهَبَ إلى عَلِيٍّ فَقالَ لَهُ : ما حاجَتُكَ ؟ فَقالَ : يَدعوكَ خَليفَةُ رَسولِ اللّهِ ، فَقالَ عَلِيٌّ : لَسَريعٌ ما كَذَبتُم عَلى رَسولِ اللّهِ . فَرَجَعَ فَأَبلَغَ الرِّسالَةَ ، فَبَكى أبو بَكرٍ طَويلاً .
فَقالَ عُمَرُ الثّانِيَةَ : لا تُمهِل هذَا المُتَخَلِّفَ عَنكَ بِالبَيعَةِ ، فَقالَ أبو بَكرٍ لِقُنفُذٍ : عُد إلَيهِ فَقُل لَهُ : خَليفَةُ رَسولِ اللّهِ يَدعوكَ لِتُبايِعَ ، فَجاءَهُ قُنفُذٌ ، فَأَدّى ما اُمِرَ بِهِ ، فَرَفَعَ عَلِيٌّ صَوتَهُ فَقالَ : سُبحانَ اللّهِ ! لَقَدِ ادَّعى ما لَيسَ لَهُ . فَرَجَعَ قُنفُذٌ فَأَبلَغَ الرِّسالَةَ ، فَبَكى أبو بَكرٍ طَويلاً .

1.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۲۶ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
40

قبوله على صيغة الاستفهام الإنكاري ، فيكون على النّحو التّالي :
«أ تَكونُ الخِلافَةُ بِالصَّحابَةِ وَالقَرابَةِ» ۱ ؟!

۱ / ۹

الهُجومُ عَلى بَيتِ فاطِمَةَ بِنتِ رَسولِ اللّهِ

۹۵۸.أنساب الاشراف عن ابن عبّاس :بَعَثَ أبو بَكرٍ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ إلى عَلِيٍّ حينَ قَعَدَ عَن بَيعَتِهِ وقالَ : ائتِني بِهِ بِأَعنَفِ العُنفِ ، فَلَمّا أتاهُ جَرى بَينَهُما كَلامٌ فَقالَ عَلِيٌّ : اِحلِب حَلبا لَكَ شَطرُهُ ، وَاللّهِ ما حِرصُكَ عَلى إمارَتِهِ اليَومَ إلّا لِيُؤَمِّرَكَ غَدا ۲ .

۹۵۹.أنساب الأشراف عن سليمان التيمي وعن ابن عَون :إنَّ أبا بَكرٍ أرسَلَ إلى عَلِيٍّ يُريدُ البَيعَةَ ، فَلَم يُبايِع . فَجاءَ عُمَرُ ، وَمَعَهُ قَبَسٌ ، فَتَلَقَّتهُ فاطِمَةُ عَلَى البابِ ، فَقالَت فاطِمَةُ : يَابنَ الخَطّابِ ! ! أ تُراكَ مُحَرِّقا عَلَيَّ بابي ؟ ! قالَ : نَعَم ! ! ، وذلِكَ أقوى فيما جاءَ بِهِ أبوكِ ۳ .

۹۶۰.تاريخ الطبري عن زياد بن كُلَيب :أتى عُمَرُ بنُ الخَطّابِ مَنزِلَ عَلِيٍّ وَفيهِ طَلحَةُ وَالزُّبَيرُ ورِجالٌ مِنَ المُهاجِرينَ ، فَقالَ : وَاللّهِ لَاُحرِقَنَّ عَلَيكُم أَو لَتَخرُجُنَّ إلَى البَيعَةِ . فَخَرَجَ عَلَيهِ الزُّبَيرُ مُصلِتا بِالسَّيفِ ، فَعَثَرَ فَسَقَطَ السَّيفُ مِن يَدِهِ ، فَوَثَبوا عَلَيهِ فَأَخَذوهُ ۴ .

۹۶۱.تاريخ اليعقوبي :بَلَغَ أبا بَكرٍ وعُمَرَ أنَّ جَماعَةً مِنَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ قَدِ اجتَمَعوا مَع

1.فيما يتعلّق بنقض وإبرام هذه النصوص راجع نهج السعادة : ج۴ ص۱۹۵ وشرح الأخبار : ج۱ ص۲۵۰ وحياة الإمام الرضا عليه السلام : ص۵۶ .

2.أنساب الأشراف : ج۲ ص۲۶۹ ، الإمامة والسياسة : ج۱ ص۲۹ نحوه وفيه «واشدد له اليوم أمره يردده عليك غدا» بدل «واللّه ما . . .» ؛ الشافي : ج۳ ص۲۴۰ عن ابن عبّاس ، الاحتجاج : ج۱ ص۱۸۳ ح۳۶ نحوه وفيه «اشدد له اليوم ليردّ عليك غدا» بدل «واللّه ما . . .» .

3.أنساب الأشراف : ج۲ ص۲۶۸ ؛ بحار الأنوار : ج۲۸ ص۳۸۹ .

4.تاريخ الطبري : ج۳ ص۲۰۲ ، شرح نهج البلاغة : ج۲ ص۵۶ عن سلمة بن عبد الرحمن و ج ۶ ص۴۸ عن أبي زيد عمر بن شبّه عن رجاله وكلاهما نحوه .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 32154
صفحه از 600
پرینت  ارسال به