اُصول السياسة القضائيّة
تتمثّل اُصول السياسة القضائيّة للإمام بالمرتكزات التالية :
۱ ـ اختيار الأكفأ للقضاء
يعدّ القاضي العنصر الأساسي في التنظيم القضائي من أجل إحقاق حقوق النّاس . ومن ثَمَّ كلّما كان القاضي أقوى علميّاً وعمليّاً وأخلاقيّاً كانت له فاعليّة أكبر في الجهاز القضائي . من هذه الوجهة ينبغي في منطق النظام العلوي اختيار الأكفأ لمنصب القضاء .
۲ ـ تأمين الاحتياجات الاقتصاديّة للقضاة
يحظى القضاة المؤهّلون في النظام العلوي بالأمن المعاشي والاقتصادي عامّة ، لكي لا تدفعهم حاجتهم إلى النّاس للانحراف عن الحقّ ، ولئلا يزيغ الجهاز القضائي عن مساره في إصلاح المجتمع ، وينجرّ إلى الفساد .
۳ ـ الأمن الوظيفي للقضاة
يتمتّع القضاة المؤهّلون في النظام العلوي بالأمن الوظيفي ، وهم على اطمئنان بأنّ أقرب النّاس إلى الجهاز القيادي للنظام ، ليس بمقدوره أن يُعيق عملهم ويُعرقل أداء مسؤوليتهم ، ويمنع من الوفاء بحقوق النّاس وإحقاقها .
۴ ـ رعاية آداب القضاء
للقضاء آداب عامّة ، وينبغي للقاضي في النظام العلوي أن يلتزم بجميع آداب القضاء سواء الواجب منها والمندوب . وقد بلغ من حرص الإمام أمير المؤمنين عليه السلام على رعاية هذا الجانب أنّه أوضح لقاضٍ في أسباب عزله عن الجهاز القضائي : «أنّي رَأيتُ كَلامَكَ يَعلُو عَلى كَلامِ خَصمِكَ» .