فَأَتمِم عَلى ما قُلتَ ۱ .
۱۲۱۰.تاريخ الطبري عن عبّاد بن عبد اللّه بن الزبير :كَتَبَ أهلُ المَدينَةِ إلى عُثمانَ يَدعونَهُ إلَى التَّوبَةِ ، ويَحتَجّونَ ويُقسِمونَ لَهُ بِاللّهِ لا يُمسِكونَ عَنهُ أبَدا حَتّى يَقتُلوهُ أو يُعطِيَهُم ما يَلزَمُهُ مِن حَقِّ اللّهِ .
فَلَمّا خافَ القَتلَ شاوَرَ نُصَحاءَهُ وأهلَ بَيتِهِ ، فَقالَ لَهُم : قَد صَنَعَ القَومُ ما قَد رَأَيتُم ، فَمَا المَخرَجُ ؟
فَأَشاروا عَلَيهِ أن يُرسِلَ إلى عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ فَيَطلُبَ إلَيهِ أن يَرُدَّهُم عَنهُ ، ويُعطِيَهُم ما يَرضيهُم لِيُطاوِلَهُم ۲ حَتّى يَأتِيَهُ أمدادٌ .
فَقالَ : إنَّ القَومَ لَن يَقبَلوا التَّعليلَ ، وهُم مُحَمِّليّ عَهدا ، وقَد كانَ مِنّي في قدمِتِهمُ الاُولى ما كانَ ، فَمَتى اُعطِهِم ذلِكَ يَسأَلونِي الوَفاءَ بِهِ !
فَقالَ مَروانُ بنُ الحَكَمِ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ! مُقارَبَتُهُم حَتّى تَقوى أمثَلُ مِن مُكاثَرَتِهِم عَلَى القُربِ ، فَأَعطِهِم ما سَأَلوكَ ، وطاوِلُهم ما طاوَلوكَ ؛ فَإِنَّما هُم بَغَوا عَلَيكَ ؛ فَلا عَهدَ لَهُم .
فَأَرسَلَ إلى عَلِيٍّ فَدَعاهُ ، فَلَمّا جاءَهُ قالَ : يا أبا حَسَنٍ ! إنَّهُ قَد كانَ مِن النّاسِ ما قَد رَأَيتَ ، وكانَ مِنّي ما قَد عَلِمتَ ، ولَستُ آمَنُهُم عَلى قَتلي ، فَاردُدهُم عَنّي ؛ فَإِنَّ لَهُمُ اللّهُ عَزَّوَجَلَّ أن أعتَبَهُم مِن كُلِّ ما يَكرَهونَ ، وأن اُعطِيَهُمُ الحَقَّ مِن نَفسي ومِن غَيري ، وإن كانَ في ذلِكَ سَفكُ دَمي .
فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ : النّاسُ إلى عَدلِكَ أحوَجُ مِنهُم إلى قَتلِكَ ، وإنّي لَأَرى قَوما لا يَرضَونَ إلّا بِالرِّضى ، وقَد كُنتَ أعطَيتَهُم في قِدمَتِهِمُ الاُولى عَهدا مِنَ اللّهِ لَتَرجَعَنَّ عَن