فَقالَ عليه السلام : ما كانَ بالمَدينَةِ فَلا أجَلَ فيهِ ، وما غابَ فَأَجَلُهُ وُصولُ أمرِكَ إلَيهِ ۱ .
۱۲۰۱.شرح نهج البلاغة عن ابن عبّاس :شَهِدتُ عِتابَ عُثمانَ لِعَلِيٍّ عليه السلام يَوما ، فَقالَ لَهُ في بَعضِ ما قَالَهُ :
نَشَدتُكَ اللّهَ أن تَفتَحَ لِلفُرقَةِ بابا ! فَلِعَهدي بِكَ وأنتَ تُطيعُ عَتيقا وَابنَ الخَطّابِ طاعَتَكَ لِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، ولَستَ بِدونِ واحدٍ مِنهُما ، وأنا أمَسُّ بِكَ رَحِما ، وأقرَبُ إلَيكَ صِهرا ، فَإِن كُنتَ تَزعُمُ أنَّ هذَا الأَمرَ جَعَلَهُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَكَ فَقَد رَأَيناكَ حينَ تُوُفِّيَ نازَعتَ ثُمَّ أقرَرتَ ، فَإِن كانا لَم يَركَبا مِنَ الأَمرِ جدَدا ۲ فَكَيفَ أذعَنتَ لَهُما بِالبَيعَةِ ، وبَخعتَ بِالطّاعَةِ ؟ ! وإن كانا أحسَنا فيما وَلِيا ، ولَم اُقَصِّر عَنهُما في ديني وحَسَبي وقَرابَتي ، فَكُن لي كَما كُنتَ لَهُما .
فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : أمَّا الفُرقَةُ ، فَمَعاذَ اللّهِ أن أفتَحَ لَها بابا ، واُسَهِّلَ إلَيها سَبيلاً ، ولكِنّي أنهاكَ عَمّا يَنهاكَ اللّهُ ورَسولُهُ عَنهُ ، وأهديكَ إلى رُشدِكَ .
وأمّا عَتيقٌ وَابنُ الخَطّابِ ، فَإِن كانا أخَذا ما جَعَلَهُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله لي ، فَأَنتَ أعلَمُ بِذلِكَ وَالمُسلِمونَ ، وما لي ولِهذَا الأَمرِ وقَد تَرَكتُهُ مُنذُ حينٍ ! فَأَمّا أن لا يَكونَ حَقّي بَلِ المُسلِمونَ فيهِ شرعٌ فَقَد أصابَ السَّهمُ الثُّغرَةَ ۳ ، وأمّا أن يَكونَ حَقّي دونَهُم فَقَد تَرَكتُهُ لَهُم ، طِبتُ بِهِ نَفسا ، ونَفَضتُ يَدي عَنهُ استِصلاحا .
وأمَّا التَّسوِيَةُ بَينَكَ وبَينَهُما ، فَلَستَ كَأَحَدِهِما ؛ إنَّهُما وَلِيا هذَا الأَمرَ ، فَظَلَفا ۴ أنفُسَهُما وأهلَهُما عَنهُ ، وعُمْتَ فيهِ وقَومَكَ عوم السّابِحِ في اللُّجَّةِ ۵ ، فَارجِع إلَى اللّه
1.نهج البلاغة : الخطبة ۱۶۴ ؛ العقد الفريد : ج۳ ص۳۰۹ نحوه .
2.ركب فلان جُدّةً من الأمر : إذا رأى فيه رأيا (لسان العرب : ج۳ ص۱۰۸) .
3.الثُّغْرة : هي نُقرة النحر فوق الصدر (النهاية : ج۱ ص۲۱۳) .
4.ظَلَف : أي كفّ ومنع (النهاية : ج۳ ص۱۵۹) .
5.لُجَّة البحر : معظمهُ (النهاية : ج۴ ص۲۳۳) .