عُثمانُ : وَاللّهِ لَقَدِ استَعمَلتُكَ عَلى ظَلَعِكَ ۱ وكَثرَةِ القالَةِ فيكَ . . . .
فَخَرَجَ عَمرٌو مِن عِندِ عُثمانَ وهُوَ مُحتَقَدٌ عَلَيهِ ، يَأتي عَلِيّا مَرَّةً فَيُؤَلِّبُهُ عَلى عُثمانَ ، ويَأتِي الزُّبَيرَ مَرَّةً فَيُؤَلِّبُهُ عَلى عُثمانَ ، ويَأتي طَلحَةَ مَرَّةً فَيُؤَلِّبُهُ عَلى عُثمانَ ، ويَعتَرِضُ الحاجَّ فَيُخبِرُهُم بِما أحدَثَ عُثمانُ ، فَلَمّا كانَ حَصرُ عُثمانَ الأَوَّلُ خَرَجَ مِنَ المَدينَةِ حَتّى انتَهى إلى أرضٍ لَهُ بِفِلَسطينَ يُقالُ لَها : السّبعُ ، فَنَزَلَ في قَصرٍ لَهُ يُقالُ لَهُ العَجلانُ . . . حَتّى مَرَّ بِهِ راكبٌ آخَرُ فَناداهُ عَمرٌو : ما فَعَلَ الرَّجُلُ ـ يَعني عُثمانَ ـ ؟ قالَ : قُتِلَ . قالَ : أنَا أبو عَبدِ اللّهِ إذا حَكَكتُ قَرحَةً نَكَأتُها ۲ ، إن كُنتُ لَاُحَرِّضُ عَلَيهِ ، حَتّى إنّي لَاُحَرِّضُ عَلَيهِ الرّاعِيَ في غَنَمِهِ في رَأسِ الجَبَلِ ۳ .
۱۱۹۴.تاريخ المدينة عن غسّان بن عبد الحميد :كانَ عمرُو بنُ العاصِ مِن أشدِّ النّاسِ طَعنا عَلى عُثمانَ ، وقالَ : وَاللّهِ لَقَد أبغَضتُ عُثمانَ وحَرَّضتُ عَلَيهِ حَتَّى الرّاعِيَ في غَنَمِهِ ، وَالسَّقّايَةَ تَحتَ قِربَتِها ۴ .
۱۱۹۵.الفتوح :دَخَلَ عَمرُو بنُ العاصِ عَلى عُثمانَ مُسَلِّما ، فَقالَ لَهُ عُثمانُ : يَابنَ العاصِ ! وأنتَ أيضا مِمَّن تَوَلَّيتَ عَلَى النّاسِ فيما بَلَغَني ، وتَسعى فِي السّاعينَ عَلَيَّ ، حَتّى قد أضرَمتَها وأسعَرتَها ، ثُمَّ تَدخُلُ مُسَلِّما عَلَيَّ ؟ ! ۵
۱۱۹۶.أنساب الأشراف :كان عَمرُو بنُ العاصِ قالَ لِعُثمانَ حينَ حَضَرَ الحِصارَ الأَوَّلَ : إنَّكَ يا عُثمانُ رَكِبتَ بِالنّاسِ النَّهابيرَ ۶ فَاتَّقِ اللّهَ وتُب إلَيهِ .
1.الظَّلَع : الميل عن الحقّ وضعف الإيمان (النهاية : ج۳ ص۱۵۹) .
2.نكأْتُ القَرحةَ : إذا قشرتها (النهاية : ج۵ ص۱۱۷) .
3.تاريخ الطبري : ج۴ ص۳۵۶ وراجع الإصابة : ج۶ ص۲۴ الرقم ۷۸۱۲ والغدير : ج۹ ص۱۳۸ .
4.تاريخ المدينة : ج۳ ص۱۰۸۹ .
5.الفتوح : ج۲ ص۴۱۷ .
6.النهابير : الاُمور الشديدة الصعبة (النهاية : ج۵ ص۱۳۴) .