قالَ : فَغَضِبَ عُثمانُ ثُمَّ قَالَ : ما تَدَعونّي ولا تَدَعونَ عَتبي ، ما أحدَثتُ حَدَثا ، ولكِنَّكُم تُفسِدونَ عَلَيَّ النّاسَ ، هَلُمَّ يَابنَ الحَضرَمِيَّةِ ! ما هذِهِ الأَحداثُ الَّتي أحدَثتُ ؟
فَقالَ طَلحَةُ : إنَّهُ قَد كَلَّمَكَ عَلِيٌّ مِن قَبلي ، فَهَلّا سَأَلتَهُ عَن هذِهِ الأَحوالِ الَّتي أحدَثتَ فَيُخبِرَكَ بِها .
ثُمَّ قامَ طَلحَةُ فَخَرَجَ مِن عِندِ عُثمانَ ، وجَعَلَ يُدَبِّرُ رَأيَهُ بَينَهُ وبَينَ نَفسِهِ أ يَرُدُّ عُمّالَهُ إلى أعمالِهِم أم يَعزِلُهُم ويُوَلّي غَيرَهُم ؟ ۱ .
۵ / ۳
الدَّعوَةُ إلَى الخُروجِ
۵ / ۳ ـ ۱
دَعوَةُ أصحابِ النَّبِيِّ مِنَ الآفاقِ
۱۱۷۹.تاريخ الطبري عن عبد الرحمن بن يسار :لَمّا رَأَى النّاسُ ما صَنَعَ عُثمانُ كَتَبَ مَن بِالمَدينَةِ مِن أصحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله إلى مَن بِالآفاقِ مِنهُم ـ وكانوا قَد تَفَرَّقوا فِي الثُّغورِ ـ : إنُّكُم إنَّما خَرَجتُم أن تُجاهِدوا في سَبيلِ اللّهِ عَزَّوَجَلَّ تَطلُبونَ دينَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ؛ فَإِنَّ دينَ مُحَمَّدٍ قَد اُفسِدَ مِن خَلفِكُم وتُرِكَ ، فَهَلُمّوا فَأَقيموا دينَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، فَأَقبَلوا مِن كُلِّ اُفُقٍ حَتّى قَتَلوهُ ۲ .