89
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الأوّل

بسيطة ۱ ، وجهاز أكثر بساطة ۲ . وهكذا ولد أعظم بيت في التاريخ ، وبدأت أبهى حياة مشتركة .
وتكوّن في جوار بيت النبيّ صلى الله عليه و آله بيت صغير هو أكبر من التاريخ كلّه ، وكان مغبط أهل السماوات والأرض حقّا !
وكان منهل الفضائل والمكارم ، والعشق ، والإيمان ، والإيثار ، والجهاد ، وبساطة العيش ، بل كان يناطح السماء علوّا ورفعة .
أمّا سيّده ـ راهب الليل المتهجِّد في جوفه ـ فقد كان ليث الوغى ، لا تكاد تبرأ جراحه بعدُ حتى يخوض حربا اُخرى . وكان عليه السلام أشجع المقاتلين ، وأعظمهم منازلة للأقران .
وأمّا صاحبته فقد كانت السيّدة الرزينة الصبور ، حملت عب ء الحياة ، ورضيت بأقلّ الإمكانات . وكانت تضمّد جراح بعلها وأبيها ۳ ، حتى عبّر عنها رسول اللّه صلى الله عليه و آله تعبيرا لطيفا ، فقال : «فاطِمَةُ اُمُّ أبيها» ۴ .
وكانت الثمرة الاُولى لهذا الزواج الإلهي هو الإمام الحسن عليه السلام الذي ولد فى ¨

1.الطبقات الكبرى : ج۸ ص۲۳ ؛ الأمالي للطوسي : ص ۴۲ ح ۴۵ .

2.سنن النسائي : ج۶ ص۱۳۵، مسند ابن حنبل: ج۱ ص۱۸۳ ح۶۴۳، المستدرك على الصحيحين: ج۲ ص۲۰۲ ح۲۷۵۵ ، الطبقات الكبرى : ج۸ ص۲۳ ، ذخائر العقبى : ص۷۵ و ۷۶ ؛ الأمالي للطوسي : ص۴۰ ح۴۵ .

3.الإرشاد : ج۱ ص۸۹ ، إعلام الورى : ج۱ ص۳۷۸ ؛ المغازي : ج۱ ص۲۴۹ .

4.وربّما كنّيت «اُمّ أبيها» ، لهذا الاعتبار ، راجع تهذيب الكمال : ج۳۵ ص۲۴۷ ح۷۸۹۹ ومقاتل الطالبيّين : ص۵۷ والاستيعاب : ج۴ ص۴۵۲ ح۳۴۹۱ والمناقب لابن شهر آشوب : ج۳ ص۳۵۷ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الأوّل
88

اُخرى ، عاملَين مشجّعين لكثير من الصحابة ـ بخاصّة من كان يفكّر منهم بمستقبله عبر هذه الأواصر ـ على التقدّم لخطوبة الزهراء عليهاالسلام . بيد أنّ أباها كان يرفض رفضا قاطعا ، ويصرّح أحيانا بأنّه ينتظر فيها قضاء اللّه ۱ .
واقترح على الإمام عليّ عليه السلام عدد من الصحابة الموالين له أن يتقدّم لخطوبتها عليهاالسلام . وكان قلب الإمام طافحا بالإيمان ، وصدره مفعما بحبّ اللّه ، لكنّه خالي الوفاض من الدراهم والدنانير .
فتوجّه تلقاء البيت النبويّ ، ومنعته الهيبة النبويّة من الكلام ، وكان ينظر مرّةً إلى النبيّ صلى الله عليه و آله نظرة مليئة بالحياء ، واُخرى إلى الأرض . فأنطقه النبيّ صلى الله عليه و آله من خلال بعض التمهيدات ، ولمّا تكلّم قال له : أ معك شيء ؟ والجواب واضح !
أمّا فاطمة ، فهل لها كُف ء غير عليّ ؟ !
وتحقّق الأمر الإلهيّ ، كما أشار إليه النبيّ الأعظم ۲ وبدأ هذان العظيمان حياتهما المشتركة في السنة الاُولى من الهجرة ۳ بمهرٍ قليل ۴ ، ومراسم

1.الطبقات الكبرى : ج۸ ص۱۹ ، أنساب الأشراف : ج۲ ص۳۰ .

2.المعجم الكبير : ج۱۰ ص۱۵۶ ح۱۰۳۰۵ ، تاريخ دمشق : ج۴۲ ص۱۲۵ ح۸۴۹۴ ، ذخائر العقبى: ص۷۰؛ الكافي : ج۱ ص۴۶۰ ح۸ وج۵ ص۵۶۸ ح۵۴ ، كتاب من لا يحضره الفقيه: ج۳ ص۳۹۳ ح۴۳۸۲، عيون أخبار الرضا: ج۱ ص۲۲۵ ح۳ ، مكارم الأخلاق : ج۱ ص۴۴۵ ح۱۵۲۸ ، الأمالي للطوسي : ص۴۰ ح۴۴ و ۴۵ ، تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۴۱ .

3.الطبقات الكبرى : ج۸ ص۲۲ ؛ تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۴۱ ، وفي تاريخ زواجه أقوال اُخَر ، راجع الكافي : ج۸ ص۳۴۰ ح۵۳۶ والأمالي للطوسي : ص۴۳ ح۴۷ وكشف الغمّة : ج۱ ص۳۶۴ . يبدو أنّ زواج الإمام عليّ عليه السلام من السيّدة فاطمة عليهاالسلام تخلّله فاصل زمني بين العقد والزفاف ؛ فالعقد وقع بُعيد الوصول إلى المدينة المنوّرة ، وأمّا الزفاف فقد جاء في أعقاب معركة بدر . وبهذا يمكن حلّ التعارض الحاصل بين الروايات الواردة في هذا المضمار .

4.مسند ابن حنبل : ج۱ ص۱۷۴ ح۶۰۳ ، السنن الكبرى : ج۷ ص۳۸۳ ح۱۴۳۵۰ ـ ۱۴۳۵۲ ، مسند أبي يعلى : ج۱ ص۲۴۶ ح۴۶۶ ، الطبقات الكبرى : ج۸ ص۲۰ و ۲۱ ، تهذيب الكمال : ج۳۵ ص۲۴۹ ح۷۸۹۹ ، تاريخ دمشق : ج۴۲ ص۱۲۷ ح۸۴۹۸ ؛ الكافي : ج۵ ص۳۷۹ ح۵ ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج۳ ص۴۰۱ ح۴۴۰۲ ، مسند زيد : ص۳۰۳ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۳ ص۳۵۱ ، روضة الواعظين : ص۱۶۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 22172
صفحه از 664
پرینت  ارسال به