العَرَبِ ، وكَسَرتُ نَواجِمَ ۱ قُرونِ رَبيعَةَ ومُضَرَ ، وقَد عَلِمتُم مَوضِعي مِن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِالقَرابَةِ القَريبَةِ ، وَالمَنزِلَةِ الخَصيصَةِ ؛ وَضَعَني في حِجرِهِ وأنَا وَلَدٌ يَضُمُّني إلى صَدرِهِ ، ويَكنُفُني في فِراشِهِ ، ويُمِسُّني جَسَدَهُ ، ويُشِمُّني عَرفَهُ ۲ ، وكان يَمضَغُ الشَّيءَ ثُمَّ يُلقِمُنيهِ ، وما وَجَدَ لي كَذبَةً في قَولٍ ، ولا خَطلَةً ۳ في فِعلٍ .
ولَقَد قَرَنَ اللّهُ بِهِ صلى الله عليه و آله مِن لَدُن أن كانَ فَطيما أعظَمَ مَلَكٍ مِن مَلائِكَتِهِ ؛ يَسلُكُ بِهِ طَريقَ المَكارِمِ ، ومَحاسِنَ أخلاقِ العالَمِ ، لَيلَهُ ونَهارَهُ . ولَقَد كُنتُ أتَّبِعُهُ اتِّباعَ الفَصيلِ ۴ أثَرَ اُمِّهِ ، يَرفَعُ لي في كُل يَومٍ من أخلاقِهِ عَلَما ، ويأمُرُني بِالاِقتِداءِ بِهِ . ولَقَد كانَ يُجاوِرُ في كُلِّ سَنَةٍ بِحِراءَ ، فَأَراهُ ولا يَراهُ غَيري . ولَم يَجمَع بَيتٌ واحِدٌ يَومَئِذٍ فِي الإِسلامِ غَيرَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وخَديجَةَ وأنَا ثالِثُهُما ، أرى نورَ الوَحيِ وَالرِّسالَةِ ، وأشُمُّ ريحَ النُّبُوَّةِ ۵ .
۶۸.السيرة النبويّة عن ابن إسحاق :كانَ مِمّا أنعَمَ اللّهُ بِهِ عَلى عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ أ نَّهُ كانَ في حَجرِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله قَبلَ الإِسلامِ ۶ .
۶۹.شرح نهج البلاغة عن الفضل بن عبّاس :سَأَلتُ أبي عَن وُلدِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله الذُّكورِ ، أيُّهُم كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَهُ أشَدَّ حُبّا ؟ فَقالَ : عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام ، فَقُلتُ لَهُ : سَأَلتُكَ عَن
1.نَجَم النبتُ : إذا طَلَع ، وكلّ ما طَلَع وظَهَر فقد نجم (النهاية : ج۵ ص۲۴) .
2.العَرْف : الريح الطَّيِّبة (النهاية : ج۳ ص۲۱۷) .
3.خَطِلَ : أخطأ (المصباح المنير : ص۱۷۴) .
4.الفَصيل : ولد الناقة إذا فُصِل عن اُمّه (لسان العرب : ج۱۱ ص۵۲۲) .
5.نهج البلاغة : الخطبة ۱۹۲ .
6.السيرة النبويّة لابن هشام : ج۱ ص۲۶۲ ، تاريخ الطبري : ج۲ ص۳۱۲ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۱ ص۱۳۶ ، اُسد الغابة : ج۴ ص۸۹ ح۳۷۸۹ وفيه «رُبّي في حِجْر» ، دلائل النبوّة للبيهقي : ج۲ ص۱۶۱ ، المناقب للخوارزمي : ص۵۱ ح۱۳ ، البداية والنهاية : ج۳ ص۲۴ ؛ روضة الواعظين : ص۹۸ .