المدخل
الحمد للّه الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا اللّه ، وصلّى اللّه على سيّد المرسلين ، وخاتم الأنبياء محمّد ، وأهل بيته الطيّبين الطاهرين ، الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً . قالَ رسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : عَلِيٌّ آيَةُ الحَقِّ ، ورايَةُ الهُدى .
ماذا أقول في عليّ عليه السلام والحديث عنه صعب شاقّ ؟ ! ثمّ هو أصعب إذا ما رامت الكلمات أن تتسلّق صوب ذراه الشاهقة ، وتطمع أن تكون خليقة بتلك الشخصيّة المتألّقة .
النظر إلى شخصيّة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام محنة للفكر . وتملّي أبعاد هذا الرجل الشاهق يتطلّب طاقة لا تحتملها إلّا الجبال الرواسي . أمّا الحديث عن بعض عظمته الباهرة ، وما تحظى به هذه الشخصيّة المتوهِّجة في التاريخ الإنساني من جلال وجمال ، فهو خليق بكلام آخر ، ويحتاج إلى لغة اُخرى ؛ لغة تتناهى في امتدادها حتى تبلغ «الوجود» سعة ، عساها ـ عندئذٍ ـ أن تُدرك شيئاً ضئيلاً من كلّ هذه الفضيلة التي تُحيط تلك الشخصيّة «العملاقة» ، وما يحظى به من سموّ ومناقب