بِأَن يُنَظَّفَ المَوضِعُ ويُقَمَّ ۱ ما تَحتَ الدَّوحِ ۲ مِنَ الشَّوكِ وغَيرِهِ ، فَفُعِلَ ذلِكَ ، ثُمَّ نادى بِالصَّلاةِ جامِعَةً ، فَاجتَمَعَ المُسلِمونَ ، وفيمَنِ اجتَمَعَ أبو بَكرٍ وعُمَرُ وعُثمانُ وسائِرُ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ .
ثُمَّ قامَ خَطيبا وذَكَرَ بَعدَهُ الوِلايَةَ ، فَأَلزَمَها لِلنّاسِ جَميعا ، فَأَعلَمَهُم أمرَ اللّهِ بِذلِكَ فَقالَ قَومٌ ما قالوا ، وتَناجَوا بما أسَرّوا ۳ .
۸۸۷.الأمالي للشجري عن صفوان بن يحيى :سَمِعتُ الصّادِقَ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ عليهماالسلاميَقولُ : الثّامِنَ عَشَرَ مِن ذِي الحِجَّةِ عيدُ اللّهِ الأَكبَرُ ، ما طَلَعَت عَلَيهِ شَمسٌ في يَومٍ أفضَلَ عِندَ اللّهِ مِنهُ ، وهُوَ الَّذي أكمَلَ اللّهُ فيهِ دينَهُ لِخَلقِهِ ، وأتَمَّ عَلَيهِم نِعَمَهُ ، ورَضِيَ لَهُمُ الإِسلامَ ديناً ، وما بَعَثَ اللّهُ نَبِيّا إلّا أقامَ وَصِيَّهُ في مِثلِ هذَا اليَومِ ، ونَصَبَهُ عَلَما لِاُمَّتِهِ ، فَليَذكُرِاللّهَ شيعَتُنا عَلى ما مَنَّ عَلَيهِم بِمَعرِفَتِهِ هذَا اليَومَ دونَ سائِرِ النّاسِ .
قالَ : فَقُلتُ : يَا بنَ رَسولِ اللّهِ ، فَما نَصنَعُ فيهِ ؟ فَقالَ : تَصومُهُ ؛ فَإِنَّ صِيامَهُ يَعدِلُ سِتّينَ شَهرا ، وتُحسِنُ فيهِ إلى نَفسِكَ وعِيالِكَ وما مَلَكَت يَمينُكَ بِما قَدَرتَ عَلَيهِ ۴ .
۸۸۸.مصباح المتهجِّد عن أبي هارون عمّار بن حريز العبدي :دَخَلتُ عَلى أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام في يَومِ الثّامِنَ عَشَرَ مِن ذِي الحِجَّةِ ، فَوَجَدتُهُ صائِما ، فَقالَ لي : هذا يَومٌ عَظيمٌ ، عَظَّمَ اللّهُ حُرمَتَهُ عَلَى المُؤمِنينَ ، وأكمَلَ لَهُم فيهِ الدّينَ ، وتَمَّمَ عَلَيهِمُ النِّعمَةَ ، وجَدَّدَ لَهُم ما أخَذَ عَلَيهِم مِنَ العَهدِ وَالميثاقِ . فَقيلَ لَهُ : ما ثَوابُ صَومِ هذَا اليَومِ ؟ قالَ : إنَّهُ يَومُ عيدٍ وفَرَحٍ وسُرورٍ ويَومُ صَومٍ شُكرا للّهِِ تَعالى ، وإنَّ صَومَهُ يَعدِلُ سِتّينَ شَهرا مِن أشهُرِ الحُرُمِ ۵ .
1.قَمَّ الشيء : كَنَسَه(لسان العرب : ج۱۲ ص۴۹۳) .
2.جمع دَوْحة ؛ وهي الشجرة العظيمة المتّسعة (لسان العرب : ج۲ ص۴۳۶) .
3.الإقبال : ج۲ ص۲۷۹ ، بحار الأنوار : ج۹۸ ص۳۰۰ ح۱ .
4.الأمالي للشجري : ج۱ ص۱۴۶ .
5.مصباح المتهجّد : ص۷۳۷ ، مصباح الزائر : ص۱۶۷ ، الإقبال : ج۲ ص۲۷۶ . راجع : ج ۱ ص ۵۵۴ (أبو هريرة) .