وأنزَلَ اللّهُ تَعالى : «سَأَلَ سَآئِل بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِّلْكَـفِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ» الآيَةَ . وكانَ ذلِكَ اليَومُ الثّامِن عَشَرَ مِن ذِي الحِجَّةِ ۱ .
۸۳۳.تفسير القرطبيـ في تَفسيرِ قَولِهِ تَعالى : «سَأَلَ سَآئِل بِعَذَابٍ وَاقِعٍ» ـ: قيلَ : إنَّ السّائِلَ هُنا هُوَ الحارِثُ بنُ النُّعمانِ الفِهرِيُّ . وذلِكَ أنَّهُ لَمّا بَلَغَهُ قَولُ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله في عَلِيٍّ رضى الله عنه : «مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ» رَكِبَ ناقَتَهُ فَجاءَ حَتّى أناخَ راحِلَتَهُ بِالأَبطَحِ ، ثُمَّ قالَ : يا مُحَمَّدُ ! أمَرتَنا عَنِ اللّهِ أن نَشهَدَ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وأنَّكَ رَسولُ اللّهِ ، فَقَبِلناهُ مِنكَ ، وأن نُصَلِّيَ خَمسا ، فَقَبِلناهُ مِنكَ ، ونُزَكِّيَ أموالَنا ، فَقَبِلناهُ مِنكَ ، وأن نَصومَ شَهرَ رَمَضانَ في كُلِّ عامٍ ، فَقَبِلناهُ مِنكَ ، وأن نَحُجَّ ، فَقَبِلناهُ مِنكَ . ثُمَّ لَم تَرضَ بِهذا حَتّى فَضَّلتَ ابنَ عَمِّكَ عَلَينا ! أفَهذا شَيءٌ مِنكَ أم مِنَ اللّهِ ؟ !
فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : وَاللّهِ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ ما هُوَ إلّا مِنَ اللّهِ .
فَوَلَّى الحارِثُ وهُوَ يَقولُ : اللّهُمَّ إن كانَ ما يَقولُ مُحَمَّدٌ حَقّا فَأَمطِر عَلَينا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أوِ ائتِنا بِعَذابٍ أليمٍ !
فَوَاللّهِ ما وَصَلَ إلى ناقَتِهِ حَتّى رَماهُ اللّهُ بِحَجَرٍ ، فَوَقَعَ عَلى دِماغِهِ ، فَخَرَجَ مِن دُبُرِهِ فَقَتَلَهُ !
فَنَزَلَت : «سَأَلَ سَآئِل بِعَذَابٍ وَاقِعٍ» الآيَةَ ۲ .
۸۳۴.المناقب لابن شهر آشوب :أبو عُبَيدٍ ، وَالثَّعلَبِيُّ ، وَالنَقّاشُ ، وسُفيانُ بنُ عُيَينَةَ، وَالرّازِيُّ، وَالقَزوينِيُّ، والنَّيسابورِيُّ، وَالطَّبرِسِيُّ، وَالطّوسِيُّ، في تَفاسيرِهِم: أنَّهُ لَمّا بَلَّغَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِغَديرِ خُمٍّ ما بَلَّغَ وشاعَ ذلِكَ فِي البِلادِ ؛ أتَى الحارِثُ بنُ النُّعمانِ الفِهرِيُّـ وفي رِوايَةِ أبي عُبَيدٍ : جابِرُ بنُ النَّضرِ بنِ الحارِثِ بنِ كَلدَةَ العَبدَرِيُّ ـ فَقالَ :