571
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الأوّل

وأنزَلَ اللّهُ تَعالى : «سَأَلَ سَآئِل بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِّلْكَـفِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ» الآيَةَ . وكانَ ذلِكَ اليَومُ الثّامِن عَشَرَ مِن ذِي الحِجَّةِ ۱ .

۸۳۳.تفسير القرطبيـ في تَفسيرِ قَولِهِ تَعالى : «سَأَلَ سَآئِل بِعَذَابٍ وَاقِعٍ» ـ: قيلَ : إنَّ السّائِلَ هُنا هُوَ الحارِثُ بنُ النُّعمانِ الفِهرِيُّ . وذلِكَ أنَّهُ لَمّا بَلَغَهُ قَولُ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله في عَلِيٍّ رضى الله عنه : «مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ» رَكِبَ ناقَتَهُ فَجاءَ حَتّى أناخَ راحِلَتَهُ بِالأَبطَحِ ، ثُمَّ قالَ : يا مُحَمَّدُ ! أمَرتَنا عَنِ اللّهِ أن نَشهَدَ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وأنَّكَ رَسولُ اللّهِ ، فَقَبِلناهُ مِنكَ ، وأن نُصَلِّيَ خَمسا ، فَقَبِلناهُ مِنكَ ، ونُزَكِّيَ أموالَنا ، فَقَبِلناهُ مِنكَ ، وأن نَصومَ شَهرَ رَمَضانَ في كُلِّ عامٍ ، فَقَبِلناهُ مِنكَ ، وأن نَحُجَّ ، فَقَبِلناهُ مِنكَ . ثُمَّ لَم تَرضَ بِهذا حَتّى فَضَّلتَ ابنَ عَمِّكَ عَلَينا ! أفَهذا شَيءٌ مِنكَ أم مِنَ اللّهِ ؟ !
فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : وَاللّهِ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ ما هُوَ إلّا مِنَ اللّهِ .
فَوَلَّى الحارِثُ وهُوَ يَقولُ : اللّهُمَّ إن كانَ ما يَقولُ مُحَمَّدٌ حَقّا فَأَمطِر عَلَينا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أوِ ائتِنا بِعَذابٍ أليمٍ !
فَوَاللّهِ ما وَصَلَ إلى ناقَتِهِ حَتّى رَماهُ اللّهُ بِحَجَرٍ ، فَوَقَعَ عَلى دِماغِهِ ، فَخَرَجَ مِن دُبُرِهِ فَقَتَلَهُ !
فَنَزَلَت : «سَأَلَ سَآئِل بِعَذَابٍ وَاقِعٍ» الآيَةَ ۲ .

۸۳۴.المناقب لابن شهر آشوب :أبو عُبَيدٍ ، وَالثَّعلَبِيُّ ، وَالنَقّاشُ ، وسُفيانُ بنُ عُيَينَةَ، وَالرّازِيُّ، وَالقَزوينِيُّ، والنَّيسابورِيُّ، وَالطَّبرِسِيُّ، وَالطّوسِيُّ، في تَفاسيرِهِم: أنَّهُ لَمّا بَلَّغَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِغَديرِ خُمٍّ ما بَلَّغَ وشاعَ ذلِكَ فِي البِلادِ ؛ أتَى الحارِثُ بنُ النُّعمانِ الفِهرِيُّـ وفي رِوايَةِ أبي عُبَيدٍ : جابِرُ بنُ النَّضرِ بنِ الحارِثِ بنِ كَلدَةَ العَبدَرِيُّ ـ فَقالَ :

1.السيرة الحلبيّة : ج۳ ص۲۷۴ .

2.تفسير القرطبي : ج۱۸ ص۲۷۸ ؛ الإقبال : ج۲ ص۲۵۱ نحوه .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الأوّل
570

رَأسِهِ ، فَخَرَجَ مِن دُبُرِهِ ، فَسَقَطَ مَيِّتا !
فَأَنزَلَ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى : «سَأَلَ سَآئِل بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِّلْكَـفِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِّنَ اللَّهِ ذِى الْمَعَارِجِ» ۱ .

۸۳۲.السيرة الحلبيّة :قالَ بَعضُهُم : ولَمّا شاعَ قَولُهُ صلى الله عليه و آله : «مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ» ، في سائِرِ الأَمصارِ وطارَ في جَميعِ الأَقطارِ ؛ بَلَغَ الحارِثَ بنَ النُّعمانِ الفِهرِيَّ ، فَقَدِمَ المَدينَةَ ، فَأَناخَ راحِلَتَهُ عِندَ بابِ المَسجِدِ ، فَدَخَلَ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه و آله جالِسٌ وحَولَهُ أصحابُهُ ، فَجاءَ حَتّى جَثا ۲ بَينَ يَدَيهِ ، ثُمَّ قالَ : يا مُحَمَّدُ ! إنَّكَ أمَرتَنا أن نَشهَدَ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وأنَّكَ رَسولُ اللّهِ ، فَقَبِلنا ذلِكَ مِنكَ ، وإنَّكَ أمَرتَنا أن نُصَلِّيَ فِي اليَومِ وَاللَّيلَةِ خَمسَ صَلَواتٍ ، ونَصومَ شَهرَ رَمَضانَ ، ونُزَكِّيَ أموالَنا ، ونَحُجَّ البَيتَ ، فَقَبِلنا ذلِكَ مِنكَ ، ثُمَّ لَم تَرضَ بِهذا حَتّى رَفَعتَ بِضَبعَيِ ابنِ عَمِّكَ فَفَضَّلتَهُ وقُلتَ : مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ ! فَهذا شَيءٌ مِنَ اللّهِ أو مِنكَ ؟ !
فَاحمَرَّت عَينا رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وقالَ : وَاللّهِ الّذي لا إلهَ إلّا هُوَ إنَّهُ مِن اللّهِ ولَيسَ مِنّي ـ قالَها ثَلاثا ـ .
فَقامَ الحارِثُ وهُوَ يَقولُ : اللّهُمَّ إن كانَ هذا هُوَ الحَقُّ مِن عِندِكَ ـ وفي رِوايَةٍ : اللّهُمَّ إن كانَ ما يَقولُ مُحَمَّدٌ حَقّا ـ فَأَرسِل عَلَينا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أوِ ائتِنا بِعَذابٍ أليمٍ !
فَوَاللّهِ ما بَلَغَ بابَ المَسجِدِ حَتّى رَماهُ اللّهُ بِحَجَرٍ مِنَ السَّماءِ ، فَوَقَعَ عَلى رَأسِهِ ، فَخَرَجَ مِن دُبُرِهِ فَماتَ !

1.تأويل الآيات الظاهرة : ج۲ ص۷۲۲ ح۱ عن محمّد بن العبّاس ، تفسير فرات : ص۵۰۵ ح۶۶۳ ، خصائص الوحي المبين : ص۵۴ .

2.أي جَلَس على رُكْبتَيْه للخُصومة ونحوها (لسان العرب: ج۱۴ ص۱۳۱) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 22081
صفحه از 664
پرینت  ارسال به