إلى ذوي الريبة والنفوس المدلهمّة . لكن مَن هم هؤلاء ؟
لم يُفصح النصّ عن شيء ، بل مضى يوعِد بزوال جميع ضروب المكر ، وسقوط كلّ أحابيل الشيطان ، وتلاشي المكائد جميعاً ، من أيّ إنسان كان !
إنّ كلّ كلمة في الآية لتُسفِر عن عظمة هذا البلاغ وسموّه ، وهي تُومئ أيضاً إلى مخاوف وهواجس ، وإلى نفوس اُناسٍ موبوءة بالإحن والشحناء ، مملوءة بالضغينة والغضب !
فيا ليت اُولئك المفسّرين والباحثين القرآنيّين الذين جنحوا إلى أقوال اُخَر يبصرون بتأمّل : أيّ شيء من «مَآ أُنزِلَ» يثير إبلاغه كلّ هذه الخشية والهواجس ؟حتى إذا ما ظهر إلى الناس أثار الحنق والغضب ، وجرّ اُناسا إلى مواجهات ومواقف ؟
ثمّ لهم أن يتأمّلوا في حقيقة التاريخ الإسلامي وواقعه الصادق ، ليُبصروا ما الذي أثار الإحَن والفتن ؟ وأيّ شيء أحدث كلّ هذا الهياج ؟ !
۱۰ / ۲
إكمالُ الدّينِ
«الْيَوْمَ يَـئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الْاءِسْلَـمَ دِينًا» ۱ .
۷۷۵.تاريخ دمشق عن أبي سعيد الخدري :لَمّا نَصَبَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلِيّا بِغَديرِ خُمٍّ فَنادى لَهُ بِالوِلايَةِ ، هَبَطَ جِبريلُ عليه السلام عَلَيهِ بِهذِهِ الآيَةِ : «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الْاءِسْلَـمَ دِينًا» ۲ .