521
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الأوّل

رَجُلٌ إلّا وقَد وَتَرَهُ وَلِيُّهُم ، وإنّي أخافُ ! ! فَأَنزَلَ اللّهُ تَعالى : «يَـأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ» ؛ يُريدُ فَما بَلَّغتَها تامَّةً ، «وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ» .
فَلَمّا ضَمِنَ اللّهُ لَهُ بِالعِصمَةِ ۱ وخَوَّفَهُ أخَذَ بِيَدِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ، ثُمَّ قالَ : يا أيُّهَا النّاسُ ، مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ ، اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ ، وعادِ مَن عاداهُ ، وَانصُر مَن نَصَرَهُ ، وَاخذُل مَن خَذَلَهُ ، وأحِبَّ مَن أحَبَّهُ ، وأبغِض مَن أبغَضَهُ .
قالَ زِيادٌ : فقالَ عُثمانُ : مَا انصَرَفتُ إلى بَلَدي بِشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ مِن هذَا الحَديثِ ۲ .

۷۶۹.الإمام الباقر عليه السلام :لَمّا نَزَلَ جَبرَئيلُ عليه السلام عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله في حِجَّةِ الوَداعِ بِإِعلانِ أمرِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام : «يَـأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ» إلى آخِرِ الآيَةِ ـ قالَ : ـ فَمَكَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله ثَلاثا حَتّى أتَى الجُحفَةَ ، فَلَم يَأخُذ بِيَدِهِ ؛ فَرَقا ۳ مِنَ النّاسِ .
فَلَمّا نَزَلَ الجُحفَةَ يَومَ الغَديرِ في مَكانٍ يُقالُ لَهُ : مَهيَعَةُ ، فنادى ۴ : الصَّلاةَ جامِعَةً ، فَاجتَمَعَ النّاسُ . فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : مَن أولى بِكُم مِن أنفُسِكُم ؟ قالَ : فَجَهَروا فَقالوا : اللّهُ ورَسولُهُ . ثُمَّ قالَ لَهُمُ الثّانِيَةَ ، فَقالوا : اللّهُ ورَسولُهُ . ثُمَّ قالَ لَهُمُ الثّالِثَةَ ، فَقالوا : اللّهُ ورَسولُهُ .
فَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ عليه السلام ، فَقالَ : مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٍّ مَولاهُ ، اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ ، وعادِ مَن عاداهُ ، وَانصُر مَن نَصَرَهُ ، وَاخذُل مَن خَذَلَهُ ؛ فَإِنَّهُ مِنّي ، وأنَا مِنهُ ، وهُوَ مِنّي بِمَنزِلَة

1.كذا ، وفي نسخة اُخرى : «ضمن اللّه له العصمة» .

2.شواهد التنزيل : ج۱ ص۲۵۴ ح۲۴۸ ؛ تفسير العيّاشي : ج۱ ص۳۳۳ ح۱۵۴ نحوه .

3.الفَرَق : الخوف والفزع (النهاية : ج۳ ص۴۳۸) .

4.كذا ، والظاهر أنّها «نادى» .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الأوّل
520

قالوا : نَشهَدُ أنَّكَ قَد بَلَّغتَ ، ونَصَحتَ ، وأدَّيتَ ما عَلَيكَ ؛ فَجَزاكَ اللّهُ أفضَلَ ما جَزَى المُرسَلينَ . فَقالَ : اللّهُمَّ اشهَد .
ثُمَّ قالَ : يا مَعشَرَ المُسلِمينَ ، لِيُبَلِّغِ الشّاهِدُ الغائِبَ : اُوصي مَن آمَنَ بي وصَدَّقَني بِوِلايَةِ عَلِيٍّ ، ألا إنَّ وِلايَةَ عَلِيٍّ وِلايَتي، ووِلايَتي وِلايَةُ رَبّي ۱ عَهدا عهَِدَهُ إلَيَّ رَبّي وأمَرَني أن اُبَلِّغَكُموهُ .
ثُمَّ قالَ : هَل سَمِعتُم ـ ثَلاثَ مَرّاتٍ يَقولُها ـ ؟ فَقالَ قائِلٌ : قَد سَمِعنا يا رَسولَ اللّهِ ۲ .

۷۶۸.شواهد التنزيل عن زياد بن المنذر :كُنتُ عِندَ أبي جَعفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ وهُوَ يُحَدِّثُ النّاسَ ، إذ قامَ إلَيهِ رَجُلٌ مِن أهلِ البَصرَةِ يُقالُ لَهُ : عُثمانُ الأَعشى ـ كانَ يَروي عَنِ الحَسَنِ البَصرِيِّ ـ فَقالَ لَهُ : يَا بنَ رَسولِ اللّهِ ، جَعَلَنِي اللّهُ فِداكَ ، إنَّ الحَسَنَ يُخبِرُنا أنَّ هذِهِ الآيَةَ نَزَلَت بِسَبَبِ رَجُلٍ ، ولا يُخبِرُنا مَنِ الرَّجُلُ : «يَـأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ» ! !
فَقالَ : لَو أرادَ أن يُخبِرَ بِهِ لَأَخبَرَ بِهِ ، ولكِنَّهُ يَخافُ . إنَّ جَبرَئيلَ هَبَطَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَقالَ لَهُ : إنَّ اللّهَ يَأمُرُكَ أن تَدُلَّ اُمَّتَكَ عَلى صَلاتِهِم ، فَدَلَّهُم عَلَيها . ثُمَّ هَبَطَ فَقالَ : إنَّ اللّهَ يَأمُرُكَ أن تَدُلَّ اُمَّتَكَ عَلى زَكاتِهِم ، فَدَلَّهُم عَلَيها . ثُمَّ هَبَطَ فَقالَ : إنَّ اللّهَ يَأمُرُكَ أن تَدُلَّ اُمَّتَكَ عَلى صِيامِهِم ، فَدَلَّهُم . ثُمَّ هَبَطَ فَقالَ : إنَّ اللّهَ يَأمُرُكَ أن تَدُلَّ اُمَّتَكَ عَلى حَجِّهِم ، فَفَعَلَ .
ثُمَّ هَبَطَ فَقالَ : إنَّ اللّهَ يَأمُرُكَ أن تَدُلَّ اُمَّتَكَ عَلى وَلِيِّهِم ـ عَلى مِثلِ ما دَلَلتَهُم عَلَيهِ ؛ مِن صَلاتِهِم ، وزَكاتِهِم ، وصِيامِهِم ، وحَجِّهِم ـ لِيُلزِمَهُمُ الحُجَّةَ في جَميعِ ذلِكَ . فَقالَ رَسولُ اللّهِ : يا رَبِّ ، إنَّ قَومي قَريبو عَهدٍ بِالجاهِلِيَّةِ ، وفيهِم تَنافُسٌ وفَخرٌ ، وما مِنهُم

1.توجد في المصدر هنا عبارة «ولا يدري»، وقد حذفناها طبقا لطبعة مؤسّسة البعثة وبحار الأنوار.

2.تفسير العيّاشي : ج۱ ص۳۳۴ ح۱۵۵ عن أبي الجارود ، بحار الأنوار : ج۳۷ ص۱۴۱ ح۳۵ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 22046
صفحه از 664
پرینت  ارسال به