رَجُلٌ إلّا وقَد وَتَرَهُ وَلِيُّهُم ، وإنّي أخافُ ! ! فَأَنزَلَ اللّهُ تَعالى : «يَـأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ» ؛ يُريدُ فَما بَلَّغتَها تامَّةً ، «وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ» .
فَلَمّا ضَمِنَ اللّهُ لَهُ بِالعِصمَةِ ۱ وخَوَّفَهُ أخَذَ بِيَدِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ، ثُمَّ قالَ : يا أيُّهَا النّاسُ ، مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ ، اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ ، وعادِ مَن عاداهُ ، وَانصُر مَن نَصَرَهُ ، وَاخذُل مَن خَذَلَهُ ، وأحِبَّ مَن أحَبَّهُ ، وأبغِض مَن أبغَضَهُ .
قالَ زِيادٌ : فقالَ عُثمانُ : مَا انصَرَفتُ إلى بَلَدي بِشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ مِن هذَا الحَديثِ ۲ .
۷۶۹.الإمام الباقر عليه السلام :لَمّا نَزَلَ جَبرَئيلُ عليه السلام عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله في حِجَّةِ الوَداعِ بِإِعلانِ أمرِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام : «يَـأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ» إلى آخِرِ الآيَةِ ـ قالَ : ـ فَمَكَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله ثَلاثا حَتّى أتَى الجُحفَةَ ، فَلَم يَأخُذ بِيَدِهِ ؛ فَرَقا ۳ مِنَ النّاسِ .
فَلَمّا نَزَلَ الجُحفَةَ يَومَ الغَديرِ في مَكانٍ يُقالُ لَهُ : مَهيَعَةُ ، فنادى ۴ : الصَّلاةَ جامِعَةً ، فَاجتَمَعَ النّاسُ . فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : مَن أولى بِكُم مِن أنفُسِكُم ؟ قالَ : فَجَهَروا فَقالوا : اللّهُ ورَسولُهُ . ثُمَّ قالَ لَهُمُ الثّانِيَةَ ، فَقالوا : اللّهُ ورَسولُهُ . ثُمَّ قالَ لَهُمُ الثّالِثَةَ ، فَقالوا : اللّهُ ورَسولُهُ .
فَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ عليه السلام ، فَقالَ : مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٍّ مَولاهُ ، اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ ، وعادِ مَن عاداهُ ، وَانصُر مَن نَصَرَهُ ، وَاخذُل مَن خَذَلَهُ ؛ فَإِنَّهُ مِنّي ، وأنَا مِنهُ ، وهُوَ مِنّي بِمَنزِلَة
1.كذا ، وفي نسخة اُخرى : «ضمن اللّه له العصمة» .
2.شواهد التنزيل : ج۱ ص۲۵۴ ح۲۴۸ ؛ تفسير العيّاشي : ج۱ ص۳۳۳ ح۱۵۴ نحوه .
3.الفَرَق : الخوف والفزع (النهاية : ج۳ ص۴۳۸) .
4.كذا ، والظاهر أنّها «نادى» .