ومُعاداةِ أعدائي ، وذلِكَ كَمالُ تَوحيدي وديني .
وإتمامُ نِعمَتي عَلى خَلقي بِاتِّباعِ وَلِيّي وطاعَتِهِ ؛ وذلِكَ أنّي لا أترُكُ أرضي بِغَيرِ وَلِيٍّ ولا قَيِّمٍ ؛ لِيَكونَ حُجَّةً لي عَلى خَلقي فَـ «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الْاءِسْلَـمَ دِينًا» بِوِلايَةِ وَلِيّي ومَولى كُلِّ مُؤمِنٍ ومُؤمِنَةٍ ؛ عَلِيٍّ عَبدي ، ووَصِيِّ نَبِيّي ، وَالخَليفَةِ مِن بَعدِهِ ، وحُجَّتِي البالِغَةِ عَلى خَلقي ، مَقرونَةٌ طاعَتُهُ بِطاعَةِ مُحَمَّدٍ نَبِيّي ، ومَقرونَةٌ طاعَتُهُ مَعَ طاعَةِ مُحَمَّدٍ بِطاعَتي ، مَن أطاعَهُ فَقَد أطاعَني ، ومَن عَصاهُ فَقَد عَصاني ، جَعَلتُهُ عَلَما بَيني وبَينَ خَلقي . . . .
فَلَمّا بَلَغَ غَديرَ خُمِّ ـ قَبلَ الجُحفَةٍ بِثَلاثَةِ أميالٍ ـ أتاهُ جَبرَئيلُ عليه السلام ـ عَلى خَمسِ ساعاتٍ مَضَت مِنَ النَّهارِ ـ بِالزَّجرِ وَالاِنتِهارِ ، وَالعِصمَةِ مِنَ النّاسِ ! فَقالَ : يا مُحَمَّدُ ، إنَّ اللّهَ عزّوجلّ يُقرِئُكَ السَّلامَ ، ويَقولُ لَكَ : «يَـأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ» في عَلِيٍّ ، «وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ» . وكانَ أوائِلُهُم قَريبا مِنَ الجُحفَةِ ، فَأَمَرَهُ بِأَن يَرُدَّ مَن تَقَدَّمَ مِنهُم ، ويَحبِسَ منَ تَأَخَّرَ عَنهُم ، في ذلِكَ المَكانِ ؛ لِيُقيمَ عَلِيّا لِلنّاسِ عَلَما ، ويُبَلِّغَهُم ما أنزَلَ اللّهُ تَعالى في عَلِيٍّ عليه السلام ، وأخبَرَهُ بِأَنَّ اللّهَ عزّوجلّ قَد عَصَمَهُ مِن النّاسِ ۱ .
۷۶۷.عنه عليه السلام :لَمّا أنزَلَ اللّهُ عَلى نَبِيِّهِ : «يَـأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الْكَـفِرِينَ» ، ـ قالَ ـ : فَأَخَذَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِيَدِ عَلِيٍّ فَقالَ : يا أيُّهَا النّاسُ ، إنَّهُ لَم يَكُن نَبِيٌّ مِنَ الأَنبِياءِ مِمَّن كانَ قَبلي إلّا وقَد عُمِّرَ ثُمَّ دَعاهُ اللّهُ فَأَجابَهُ ، واُوشِكُ أن اُدعى فَاُجيبَ ، وأنَا مَسؤولٌ وأنتُم مَسؤولونَ ، فَما أنتُم قائِلونَ ؟