فَلَمّا فَصَلَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله غازِيا ، قالَ ناسٌ : ما خَلَّفَ عَلِيّا إلّا لِشَيءٍ كَرِهَهُ مِنهُ !
فَبَلَغَ ذلِكَ عَلِيّا ، فَاتَّبَعَ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله حَتَّى انتَهى إلَيهِ ، فَقالَ لَهُ : ما جاءَ بِكَ يا عَلِيّ ؟ !قالَ : لا يا رَسولَ اللّهِ إلّا أنّي سَمِعتُ ناسا يَزعُمونَ أنَّكَ إنَّما خَلَّفتَني لِشَيءٍ كَرِهتَهُ مِنّي ! فَتَضاحَكَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وقالَ : يا عَلِيُّ ، أ ما تَرضى أن تَكونَ مِنّي كَهارونَ مِن موسى ، غَيرَ أنَّكَ لَستَ بِنَبِيٍّ ! ! قالَ : بَلى يا رَسولَ اللّهِ . قالَ : فَإِنَّهُ كَذلِكَ ۱ .
۴۷۶.تاريخ دمشق عن أبي الفيل :لَمّا خَرَجَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله في غَزاةِ تَبوكَ استَخلَفَ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عَلَى المَدينَةِ ، فَماجَ المُنافِقونَ بِالمَدينَةِ وفي عَسكَرِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وقالوا : كَرِهَ قُربَهُ ، وساءَ فيهِ رَأيُهُ .
فَاشتَدَّ ذلِكَ عَلى عَلِيٍّ ، فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، تُخَلِّفُني مَعَ النِّساءِ وَالصِّبيانِ ؟ ! أنَا عائِذٌ بِاللّهِ مِن سَخَطِ اللّهِ وسَخَطِ رَسولِهِ . فَقالَ : رَضِيَ اللّهُ عَنكَ يا أبَا الحَسَنِ بِرِضايَ عَنكَ ، فَإِنَّ اللّهَ عَنكَ راضٍ ، إنَّما مَنزِلُكَ ۲ مِنّي بِمَنزِلَةِ هارونَ مِن موسى ، غَيرَ أنَّهُ لا نَبِيَّ بَعدي . فَقالَ عَلِيٌّ : رَضينا ، رَضينا ۳ .
۴۷۷.الإرشاد :لَمّا بَلَغَ أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام إرجافُ المُنافِقينَ بِهِ ، أرادَ تَكذيبَهُم ، وإظهارَ فَضيحَتِهِم ، فَلَحِقَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، إنَّ المُنافِقينَ يَزعُمونَ أنَّكَ إنَّما خَلَّفتَنِي استِثقالاً ومَقتا ! ! فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : اِرجِع يا أخي إلى مَكانِكَ ؛ فَإِنَّ المَدينَةَ لا تَصلُحُ إلّا بي أو بِكَ ، فَأَنتَ خَليفَتي في أهلي ، ودارِ هِجرَتي ، وقَومي ، أ ما تَرضى أن تَكونَ مِنّي بِمَنزِلَةِ هارونَ مِن موسى ، إلّا أنَّهُ لا نَبِيَّ بعَدي ! ! ۴
1.الطبقات الكبرى : ج۳ ص۲۴ و ص ۲۳ عن أبي سعيد ، تاريخ دمشق : ج۴۲ ص۱۸۶ ح۸۶۳۲ ، المعجم الكبير : ج۵ ص۲۰۳ ح۵۰۹۴ ، أنساب الأشراف : ج۲ ص۳۴۹ كلّها نحوه وراجع ص۳۴۸ .
2.المَنزِل : الدرجة (لسان العرب : ج۱۱ ص۶۵۸) .
3.تاريخ دمشق : ج۴۲ ص۱۸۱ ح۸۶۱۸ .
4.الإرشاد : ج۱ ص۱۵۶ وراجع كمال الدين : ص۲۷۸ ح۲۵ وتفسير القمّي : ج۱ ص۲۹۲ وكنز الفوائد : ج۲ ص۱۸۱ و الاحتجاج : ج۲ ص۲۶ ح۱۵۰ والمناقب لابن شهر آشوب : ج۳ ص۱۶ والمسترشد : ص۳۳۵ ح۶ وخصائص أمير المؤمنين للنسائي : ص۱۰۷ ح۴۵ ومسند أبي يعلى : ج۱ ص۳۴۷ ح۷۳۴ ودلائل النبوّة للبيهقي : ج۵ ص۲۲۰ والبداية والنهاية : ج۵ ص۷ والمناقب لابن المغازلي : ص۳۳ ح۴۹ .