الفصل الثالث : أحاديث الخلافة
۳ / ۱
أ لا تَستَخلِفُ ؟
۴۲۱.المعجم الكبير عن عبد اللّه بن مسعود :اِستَتبَعَني رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَيلَةَ الجِنِّ ، فَانطَلَقتُ مَعَهُ حَتّى بَلَغنا أعلى مَكَّةَ ، فَخَطَّ عَلَيَّ خِطَّةً وقالَ : لا تَبرَح . ثُمَّ انصاعَ ۱ في أجبالٍ ، فَرَأَيتُ الرِّجالَ يَتَحَدَّرونَ عَلَيهِ مِن رُؤوسِ الجِبالِ ، حَتّى حالوا بَيني وبَينَهُ ، فَاختَرَطتُ السَّيفَ وقُلتُ : لَأَضرِبَنَّ حَتَّى أستَنقِذَ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، ثُمَّ ذَكَرتُ قَولَهُ : «لا تَبرَح حَتّى آتِيَكَ» ـ قالَ : ـ فَلَم أزَل كَذلِكَ حَتّى أمَّنَا الفَجرُ ، فَجاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله وأنَا قائِمٌ ، فقَالَ : ما زِلتَ عَلى حالِكَ ؟ قُلتُ : لَو لَبِثتَ شَهرا ما بَرِحتُ حَتّى تَأتِيَني . ثُمَّ أخبَرتُهُ بِما أرَدتُ أن أصنَعَ ، فَقالَ : لَو خَرَجتَ مَا التَقَيتُ أنَا ولا أنتَ إلى يَومِ القِيامَةِ !
ثُمَّ شَبَّكَ أصابِعَهُ في أصابِعي ، فَقالَ : إنّي وُعِدتُ أن يُؤمِنَ بِيَ الجِنُّ وَالإِنسُ ؛ فَأَمَّا الإِنسُ فَقَد آمَنَت بي ، وأمَّا الجِنُّ فَقَد رَأَيتَ ـ قالَ : ـ وما أظُنُّ أجلي إلّا قَدِ اقتَرَبَ .
قُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، أ لا تَستَخلِفُ أبا بَكرٍ ! فَأَعرَضَ عَنّي ، فَرَأيَتُ أنَّهُ لَم يُوافِقهُ . قُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، أ لا تَستَخلِفُ عُمَرَ ! فَأَعرَضَ عَنّي ، فَرَأَيتُ أنَّهُ لَم يُوافِقُه .