383
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الأوّل

رُجوعِهِ مِن قِتالِ الشُّراةِ ۱ ونُحنُ زُهاءُ مِائَةِ ألفِ رَجُلٍ ، فَنَزَلَ نَصرانِيٌّ مِن صَومَعَتِهِ فقَالَ : مَن عَميدُ هذَا الجَيشِ ؟ فَقُلنا : هذا ، فَأَقبَلَ إلَيهِ فَسَلَّمَ عَلَيهِ فَقالَ : يا سَيِّدي أنتَ نَبِيٌّ ؟ فَقالَ : لا ، النَّبِيُّ سَيِّدي قَد ماتَ ، قالَ : فَأَنتَ وَصِيُّ نَبِيٍّ ؟قالَ : نَعَم ، ثُمَّ قالَ لَهُ : اِجلِس كَيفَ سَأَلتَ عَن هذا ؟ قالَ : أنَا بَنَيتُ هذِهِ الصَّومَعَةَ مِن أجلِ هذَا المَوضِعِ وهُوَ بَراثا ، وقَرَأتُ فِي الكُتُبِ المُنزَلَةِ أنَّهُ لا يُصَلّي في هذَا المَوضِعِ بِهذَا الجَمعِ إلّا نَبِيٌّ أو وَصِيُّ نَبِيٍّ وقَد جِئتُ اُسلِمُ . فَأَسلَمَ وخَرَجَ مَعنا إلَى الكوفَةِ، فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه السلام : فَمَن صَلّى هاهُنا؟ قالَ: صَلّى عيسىَ بنُ مَريَمَ عليه السلام واُمُّهُ ، فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه السلام : أَفَاُخبِرُكَ مَن صَلّى هاهُنا ؟ قالَ : نَعَم ، قالَ : الخَليلُ عليه السلام ۲ .

۱ / ۶ ـ ۲

وِصايَتُهُ مِنَ اللّهِ

۳۶۳.الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَمّا نَزَلَ قُدَيدَ ۳ قالَ لَعَلَيٍّ عليه السلام : يا عَلِيُّ ، إنّي سَأَلتُ رَبّي أن يُوالِيَ بَيني وبَينَكَ فَفَعَلَ ، وسَأَلتُ رَبّي أن يُؤآخِيَ بَيني وبَينَكَ فَفَعَلَ ، وسَأَلتُ رَبّي أن يَجعَلَكَ وَصِيّي فَفَعَلَ .
فَقالَ رَجُلانِ مِن قُرَيشٍ : وَاللّهِ لَصاعٌ مِن تَمرٍ في شَنٍّ ۴ بالٍ أحَبُّ إلَينا مِمّا سَأَلَ مُحَمَّدٌ رَبَّهُ ، فَهَلّا سَأَلَ رَبَّهُ مَلَكا يَعضُدُهُ عَلى عَدُوِّهِ ، أو كَنزا يَستَغني بِهِ عَن فاقَتِهِ ، وَاللّهِ ما دَعاهُ إلى حَقٍّ ولا باطِلٍ إلّا أجابَهُ إلَيهِ ، فَأَنزَلَ اللّهُ سُبحانَهُ وتَعالى : «فَلَعَلَّك

1.هم الخوارج الذين خرجوا عن طاعة الإمام وإنّما لزمهم هذا اللقب ، لأنّهم زعموا أنّهم شروا دنياهم بالآخرة ـ أي باعوها ـ أو شروا أنفسهم بالجنّة (مجمع البحرين : ج۲ ص۹۵۰) .

2.كتاب من لا يحضره الفقيه : ج۱ ص۲۳۲ ح۶۹۸ ، تهذيب الأحكام : ج۳ ص۲۶۴ ح۷۴۷ وراجع المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۲۶۴ .

3.قُدَيد : اسم موضع قرب مكّة (معجم البلدان : ج۴ ص۳۱۳) .

4.الشَّنّ : الخَلَقُ من كلّ آنية صُنعت من جلد ، وجمعها شِنان (لسان العرب : ج۱۳ ص۲۴۱) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الأوّل
382

۳۶۱.تاريخ بغداد عن أبي سعيد عقيصا :أقبَلتُ مِنَ الأَنبارِ ۱ مَعَ عَلِيٍّ نُريدُ الكوفَةَ ، قالَ : وعَلِيٌّ فِي النّاسِ ، فَبَينا نَحنُ نَسيرُ عَلى شاطِئِ الفُراتِ إذ لَجَّجَ ۲ فِي الصَّحراءِ فَتَبِعَهُ ناسٌ مِن أصحابِهِ ، وأخَذَ ناسٌ عَلى شاطِئِ الماءِ . قالَ : فَكُنتُ مِمَّن أخَذَ مَعَ عَلِيٍّ حَتّى تَوَسَّطَ الصَّحراءَ ، فَقالَ النّاسُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنّا نَخافُ العَطَشَ .
فَقالَ : إنَّ اللّهَ سَيُسقيكُم . قالَ : وراهِبٌ قَريبٌ مِنّا .
قالَ : فَجاءَ عَلِيٌّ إلى مَكانٍ فَقالَ : اِحفِروا هاهُنا ، قالَ : فَحَفَرنا ، قالَ : وكُنتُ فيمَن حَفَرَ ، حَتّى نَزَلنا ـ يَعني عَرَضَ لَنا حَجَرٌ ـ قالَ : فَقالَ عَلِيٌّ : اِرفَعوا هذَا الحَجَرَ ، قالَ : فَأَعانونا عَلَيهِ حَتّى رَفَعناهُ ، فَإِذا عَينٌ بارِدَةٌ طَيِّبَةٌ ، قالَ : فَشَرِبنا ثُمَّ سِرنا ميلاً أو نَحوَ ذلِكَ ، قالَ : فَعَطِشنا ، قالَ : فَقالَ بَعضُ القَومِ : لَو رَجَعنا فَشَرِبنا ، قالَ : فَرَجَعَ ناسٌ وكُنتُ فيمَن رَجَعَ ، قالَ : فَالتَمَسناها فَلَم نَقدِر عَلَيها ، قالَ : فَأَتَينَا الرّاهِبَ فَقُلنا : أينَ العَينُ الَّتي هاهُنا ؟ قالَ : أيَّةُ عَينٍ ؟ قالَ : الَّتي شَرِبنا مِنها وَاستَقَينا ، وَالتَمَسناها فَلَم نَقدِر عَلَيها ، فَقالَ الرّاهِبُ : لا يَستَخرِجُها إلّا نَبِيٌّ أو وَصِيٌّ ۳ .

۳۶۲.كتاب من لا يحضره الفقيه عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري :صَلّى بِنا عَلِيٌّ عليه السلام بِبَراثا ۴ بَعد

1.الأنبار : مدينة صغيرة كانت عامرة أيّام الساسانيّين ، وآثارها غرب بغداد على بُعد ستين كيلو مترا مشهودة . وسبب تسميتها بالأنبار هو أنّها كانت مركزا لخزن الحنطة والشعير والتبن للجيوش، وإلّا فإنّ الإيرانيّين كانوا يسمّونها «فيروز شاپور» . فتحت على يد خالد بن الوليد عام (۱۲ ه ) وقد اتّخذها السفّاح ـ أوّل خلفاء بني العبّاس ـ مقرّا له مدّة من الزمان .

2.ألجّ القوم ولجّجوا : ركبوا (لسان العرب : ج۲ ص۳۵۴) .

3.تاريخ بغداد : ج۱۲ ص۳۰۵ ح۶۷۵۰ وراجع الفتوح : ج۲ ص۵۵۵ .

4.بَرَاثا : محلّة كانت في طرف بغداد في قبلة الكرخ ، وكانت قبل بناء بغداد قرية يزعمون أنّ عليّاً مرّ بها لمّا خرج لقتال الحروريّة بالنهروان ، وصلّى في مسجدها (معجم البلدان : ج۱ ص۳۶۲) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 21866
صفحه از 664
پرینت  ارسال به