367
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الأوّل

«فَلَمّا كانَ يَومُ الأَربَعاءِ بُدِئَ بَرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَحُمَّ وصُدِعَ ، فَلَمّا أصبَحَ يَومَ الخَميسِ عَقَدَ لِاُسامَةَ لِواءً بِيَدِهِ . . . فَلَم يَبقَ أحَدٌ مِن وُجوهِ المُهاجِرينَ الأَوَّلينَ والأَنصارِ إلَا انتُدِبَ في تِلكَ الغَزوَةِ ؛ فيهِم : أبوبَكرٍ الصِّدّيقُ ، وعُمَرُ بنُ الخَطّابِ ، وأبو عُبَيدَةَ بنُ الجَرّاحِ ، وسَعدُ بنُ أبي وَقّاصٍ ، وسَعيدُ بنُ زَيدٍ ، وقَتادَةُ بنُ النُّعمانِ ، وسَلَمَةُ بنُ أسلَمَ بنِ حَريشٍ» ۱ .
النبيّ صلى الله عليه و آله يأمر بإنفاذ هذا الجيش ويقول مؤكّداً «جَهِّزوا جيشَ اُسامَةَ ، لَعَنَ اللّهُ مَن تَخَلَّفَ عَنهُ» ۲ ويأمر جيش المسلمين بترك المدينة فوراً مع عدم وجود خطر عسكري فِعليّ يهدّد المدينة !
لا ريب أنّ النبيّ كان يقصد من وراء ذلك أن ينقّي أجواء المدينة من المتربّصين الذين يتحيّنون الفرصة بعد رحيل النبيّ للانقضاض على الخلافة ، ومن جهة اُخرى يريد صلى الله عليه و آله تمهيد الطريق لوصول الحقّ إلى صاحبه الشرعي ، وهو ما ورد صريحاً في كلام الإمام عليّ عليه السلام ۳ .

1.الطبقات الكبرى : ج۲ ص۱۹۰ .

2.الملل والنحل : ج۱ ص۲۳ .

3.راجع : ج ۱ ص ۶۴۴ (إنفاذ جيش اُسامة) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الأوّل
366

مَرَّةً : وإمّا أن يَكونَ تَرَكَها أو نَسِيَها ! ۱
أنسي سعيد ! أم اعتصم بالصمت وهو يبصر سيف الحجّاج بن يوسف يبرق فوق الرؤوس ؟ وهل اختارت ذاكرة التاريخ إلّا أن تدفع الأمر إلى مطاوي العدم والنسيان لتفتك بـ «الحقيقة» وتاُدّها لمصلحة الجهاز الحاكم ، وتذبحها على دكّة «المصلحة» !
يكتب العلّامة السيد عبد الحسين شرف الدين : «ليست الثالثة إلّا الأمر الذي أراد النبيّ أن يكتبه حفظاً لهم من الضلال ، لكن السياسة اضطرّت المحدّثين إلى نسيانه ، كما نبّه إليه مفتي الحنفيّة في «صور» الحاج داود الددا ۲ .
هكذا يتّضح أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله عندما منع من الكتابة ، عاد ليؤكّد الأمر شفويّاً في إطار وصايا اُخرى ، ولكن !
۴ ـ اعتراف عمر بن الخطّاب : لقد صرّح عمر بهذه الحقيقة ، وعدّ ما قام به ـ من منع النبيّ والحؤول بينه وبين أن يكتب ـ تداركاً لمصلحة الاُمّة ! يقول : «ولَقَد أرادَ [ صلى الله عليه و آله ] في مَرَضِهِ أن يُصَرِّحَ بِاسمِهِ ، فَمَنَعتُ مِن ذلِكَ إشفاقاً وحيطَةً عَلَى الإِسلامِ . لا ورَبِّ هذِهِ البَنِيَّةِ لا تَجتَمِعُ عَلَيهِ قُرَيشٌ أبَداً ، ولَو وَلِيَها لَانتَقَضَت عَلَيهِ العَرَبُ مِن أقطارِها ، فَعَلِمَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أ نّي عَلِمتُ ما في نَفسِهِ فَأَمسَكَ» ! ۳

۲ ـ إنفاذ جيش اُسامة :

اختار رسول اللّه صلى الله عليه و آله ـ وهو في أيّامه الأخيرة وقد استولى عليه المرض ـ اختار اُسامة بن زيد ؛ ذلك الفتى البالغ عمره ۱۷ سنة ، لقيادة جيش كبير يضمّ في صفوفه أعيان الصحابة . يقول ابن سعد في هذا السياق :

1.مسند ابن حنبل : ج۱ ص۴۷۷ ح۱۹۳۵ .

2.المراجعات : ص۴۵۵ .

3.شرح نهج البلاغة : ج۱۲ ص۲۱ ؛ كشف اليقين : ص۴۶۳ ح۵۶۲ ، كشف الغمّة : ج۲ ص۴۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 22126
صفحه از 664
پرینت  ارسال به