مَرَّةً : وإمّا أن يَكونَ تَرَكَها أو نَسِيَها ! ۱
أنسي سعيد ! أم اعتصم بالصمت وهو يبصر سيف الحجّاج بن يوسف يبرق فوق الرؤوس ؟ وهل اختارت ذاكرة التاريخ إلّا أن تدفع الأمر إلى مطاوي العدم والنسيان لتفتك بـ «الحقيقة» وتاُدّها لمصلحة الجهاز الحاكم ، وتذبحها على دكّة «المصلحة» !
يكتب العلّامة السيد عبد الحسين شرف الدين : «ليست الثالثة إلّا الأمر الذي أراد النبيّ أن يكتبه حفظاً لهم من الضلال ، لكن السياسة اضطرّت المحدّثين إلى نسيانه ، كما نبّه إليه مفتي الحنفيّة في «صور» الحاج داود الددا ۲ .
هكذا يتّضح أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله عندما منع من الكتابة ، عاد ليؤكّد الأمر شفويّاً في إطار وصايا اُخرى ، ولكن !
۴ ـ اعتراف عمر بن الخطّاب : لقد صرّح عمر بهذه الحقيقة ، وعدّ ما قام به ـ من منع النبيّ والحؤول بينه وبين أن يكتب ـ تداركاً لمصلحة الاُمّة ! يقول : «ولَقَد أرادَ [ صلى الله عليه و آله ] في مَرَضِهِ أن يُصَرِّحَ بِاسمِهِ ، فَمَنَعتُ مِن ذلِكَ إشفاقاً وحيطَةً عَلَى الإِسلامِ . لا ورَبِّ هذِهِ البَنِيَّةِ لا تَجتَمِعُ عَلَيهِ قُرَيشٌ أبَداً ، ولَو وَلِيَها لَانتَقَضَت عَلَيهِ العَرَبُ مِن أقطارِها ، فَعَلِمَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أ نّي عَلِمتُ ما في نَفسِهِ فَأَمسَكَ» ! ۳
۲ ـ إنفاذ جيش اُسامة :
اختار رسول اللّه صلى الله عليه و آله ـ وهو في أيّامه الأخيرة وقد استولى عليه المرض ـ اختار اُسامة بن زيد ؛ ذلك الفتى البالغ عمره ۱۷ سنة ، لقيادة جيش كبير يضمّ في صفوفه أعيان الصحابة . يقول ابن سعد في هذا السياق :