لَو لَم يَبقَ مِنَ الدُّنيا إلّا يَومٌ لَبَعَثَ اللّهُ عزَّوجَلَّ رَجُلاً مِنّا يَملَؤُها عَدلاً كَما مُلِئَت جَوراً ۱ .
لا تَقومُ السّاعَةُ حَتّى يَلِيَ رَجُلٌ مِن أهلِ بَيتي يُواطِئُ اسمُهُ اسمي ۲ .
الأَئِمَّةُ بَعدِي اثنا عَشَرَ ؛ تِسعَةٌ مِن صُلبِ الحُسَينِ ، وَالتّاسِعُ مَهدِيُّهُم ۳ .
واستكمالاً للحديث في هذا المضمار نعرض فيما يلي عدداً من النقاط الاُخرى :
۱ ـ يُعدّ حديث «اثنا عشر خليفة» أو «اثنا عشر أميراً» المروي عن جابر بن سمرة ، من الأحاديث المشهورة التي اُخرجت بطرق متعدّدة كما أسلفنا الإشارة إلى ذلك . والذي عليه عقيدة أغلب الذين وثّقوا الحديث ورووه أنّ الرسول صلى الله عليه و آله أدلى به في «حَجَّة البلاغ» ، بيد أنّ عمليّة دراسة طرق الحديث وتحليل صيغه الروائيّة تدلّ بوضوح أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله أدلى بهذا الحديث في مكانين ، هما :
أ : مسجد النبي
وفاقاً لرواية مسلم وأحمد بن حنبل ، جاء نصّ جابر بالصيغة التالية : «سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَومَ جُمُعَةٍ عَشِيَّةَ رُجِمَ الأَسلَمِيُّ ، يَقولُ : لا يَزالُ الدّينُ» ۴ إلى آخر النصّ . المعلوم أنّ ماغر بن مالك الأسلمي المذكور في النصّ قد تمّ رجمه بالمدينة جزماً ۵ . علاوة على ذلك ثمّة نصوص اُخرى تتحدّث صراحة أنّ الراوي سمع الحديث في مسجد النبيّ صلى الله عليه و آله ، كما في قوله : «جِئتُ مَعَ أبي إلَى المَسجِدِ وَالنَّبِى ¨ُّ
1.مسند ابن حنبل : ج۱ ص۲۱۳ ح۷۷۳ ، سنن أبي داوود : ج۴ ص۱۰۷ ح۴۲۸۳ نحوه .
2.مسند ابن حنبل : ج۲ ص۱۰ ح۳۵۷۱ ، مسند البزّار : ج۵ ص۲۲۵ ح۱۸۳۲ نحوه .
3.كفاية الأثر : ص۲۳ ، بحار الأنوار: ج۳۶ ص۲۸۲ ح۱۰۴ .
4.صحيح مسلم : ج۳ ص۱۴۵۳ ح۱۰ ، مسند ابن حنبل : ج۷ ص۴۱۰ ح۲۰۸۶۹ ، مسند أبي يعلى : ج۶ ص۴۷۳ ح۷۴۲۹ ؛ الخصال : ص۴۷۳ ح۳۰ .
5.راجع : صحيح البخاري : ج۵ ص۲۰۲۰ ح۴۹۶۹ و ۴۹۷۰ وصحيح مسلم : ج۳ ص۱۳۱۹ ـ ۱۳۲۳ .