رَجَعَ ، فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : لِمَ رَجَعتَ ؟ ! فَقالَ : وَالَّذي بَعَثَكَ بِالحَقِّ مَا استَطَعتُ أن أمضِيَ رُعبا ! !
فَدَعا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أميرَ المُؤمِنينَ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِما ، فَأَرسَلَهُ بِالرَّوايا ، وخَرَجَ السُّقاةُ وهُم لا يَشُكّونَ في رُجوعِهِ لِما رَأَوا مِن رُجوعِ مَن تَقَدَّمَهُ ، فَخَرَجَ عَلِيٌّ عليه السلام بِالرَّوايا ، حَتّى وَرَدَ الحِرارَ ۱ فَاستَقى ، ثُمَّ أقبَلَ بِها إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ولَها زَجَلٌ ۲ ، فَكَبَّرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله ، ودَعا لَهُ بِخَيرٍ ۳ .
۱۹۵.صحيح البخاري عن البراء بن عازب :لَمّا صالَحَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أهلَ الحُدَيبِيَّةِ ، كَتَبَ عَلِيٌّ بَينَهُم كِتابا ، فَكَتَبَ : مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ ، فَقالَ المُشرِكونَ : لا تَكتُب «مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ» ؛ لَو كُنتَ رَسولاً لَم نُقاتِلكَ ! ! فَقالَ لِعَليٍّ : اُمحُهُ . فَقالَ عَلِيٌّ : ما أنَا بِالَّذي أمحاهُ ، فَمَحاهُ رَسولُاللّهِ صلى الله عليه و آله بِيَدِهِ ۴ .
۱۹۶.الإمام عليّ عليه السلام :إنّي كُنتُ كاتِبَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَومَ الحُدَيبِيَّةِ ، فَكَتَبتُ : هذا ما صالَحَ عَلَيهِ مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ وسُهَيلُ بنُ عَمرٍو . فَقالَ سُهَيلٌ : لَو عَلِمنا أنَّهُ رَسولُ اللّهِ ما قاتَلناهُ ! اُمحُها . قُلتُ : هُوَ وَاللّهِ رَسولُ اللّهِ وإن رَغِمَ أنفُكَ ، لا وَاللّهِ لا أمحوها ! فَقالَ لي رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : أرِنيهِ ، فَأَرَيتُهُ ، فَمحاها ۵ .
راجع : ج۵ ص۲۲۲ (امتحن اللّه قلبه للإيمان) .
و ج۳ ص۵۲۲ (وثيقة التحكيم) .
1.حِرار : جمع حَرّة ـ وهي كثيرة في بلاد العرب ؛ كحرّة أوطاس وحرّة تبوك ـ وهي أرض ذات حجارة سود نخرة كأنّها اُحرقت بالنار (تقويم البلدان : ج۲ ص۲۳۴ و ۲۴۵) .
2.الزَّجَل : الصوت (المحيط في اللغة : ج۷ ص۲۳) .
3.الإرشاد : ج۱ ص۱۲۱ وراجع الإصابة : ج۵ ص۲۶۹ ح۶۹۷۲ .
4.صحيح البخاري : ج۲ ص۹۶۰ ح۲۵۵۱ ، صحيح مسلم : ج۳ ص۱۴۰۹ ح۹۰ ، مسند ابن حنبل : ج۶ ص۴۲۰ ح۱۸۵۹۱ ، خصائص أمير المؤمنين للنسائي : ص۳۳۴ ح۱۹۱ ، السنن الكبرى : ج۵ ص۱۱۱ ح۹۱۸۹ نحوه وراجع صحيح البخاري : ج۳ ص۱۱۶۳ ح۳۰۱۳ وسنن الدارمي : ج۲ ص۶۸۷ ح۲۴۱۲ وخصائص أمير المؤمنين للنسائي : ص۳۳۶ ح۱۹۲ .
5.خصائص أمير المؤمنين للنسائي : ص۳۳۳ ح۱۹۰ عن علقمة بن قيس .