۱۷۹.الإرشاد :لَمّا تَوَجَّهَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إلى بَنِي النَّضيرِ ، عَمِلَ عَلى حصِارِهِم ، فَضَرَبَ قُبَّتَهُ في أقصى بَني حُطَمَةَ مِنَ البَطحاءِ ، فَلَمّا أقبَلَ اللَّيلُ رَماهُ رَجُلٌ مِن بَنِي النَّضيرِ بِسَهمٍ فَأَصابَ القُبَّةَ ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله أن تُحَوَّلَ قُبَّتُهُ إلَى السَّفحِ ، وأحاطَ بِهِ المُهاجِرونَ وَالأَنصارُ .
فَلَمَّا اختَلَطَ الظَّلامُ فَقَدوا أميرَ المُؤمِنينَ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه السلام ، فَقالَ النّاسُ : يا رَسولَ اللّهِ ، لا نَرى عَلِيّا ؟ فَقالَ صلى الله عليه و آله : أراهُ في بَعضِ ما يُصلِحُ شَأنَكُم . فَلَم يَلبَث أن جاءَ بِرَأسِ اليَهودِيِّ الَّذي رَمَى النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله ـ وكانَ يُقالُ لَهُ : عَزورا ـ فَطَرَحَهُ بَينَ يَدَيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله . فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : كَيفَ صَنَعتَ ؟ فَقالَ : إنّي رَأَيتُ هذَا الخَبيثَ جَريئا شُجاعا ، فَكَمَنتُ لَهُ وقُلتُ : ما أجرَأَهُ أن يَخرُجَ إذَا اختَلَطَ الظَّلامُ يَطلُبُ مِنّا غِرَّةً ۱ ، فَأَقبَلَ مُصلِتا سَيفَهُ في تِسعَةِ نَفَرٍ مِن أصحابِهِ اليَهودِ ، فَشَدَدتُ عَلَيهِ فَقَتَلتُهُ وأفلَتَ أصحابُهُ ولَم يَبرَحوا قَريبا ، فَابعَث مَعي نَفَرا ؛ فَإِنّي أرجو أن أظفَرَ بِهِم !
فَبَعَثَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله مَعَهُ عَشَرَةً ، فيهِم : أبو دُجانَةَ سِماكُ بنُ خَرَشَةَ ، وسَهلُ بنُ حُنَيفٍ ، فَأَدرَكوهُم قَبلَ أن يَلِجُوا الحِصنَ ، فَقَتَلوهُم وجاؤوا بِرُؤوسِهِم إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، فَأَمَرَ أن تُطرَحَ في بَعضِ آبارِ بَني حُطَمَةَ .
وكانَ ذلِكَ سَبَبُ فَتحِ حُصونِ بَنِي النَّضيرِ ۲ .
۵ / ۲
غَزوَةُ بَني قُرَيظَةَ
أخفقت المؤامرة الكبرى التي تآزر عليها المشركون واليهود في غزوة الخندق ، ونكث بنو قريظة حلفهم الذي كان قد عقدوه مع المسلمين على عدم التعرّض لهم ،