خديجة ، ثمّ عادا إلى البيت بعد كسر الأصنام ۱ .
۴ ـ خبر آخر نصّ على أنّها تزامنت مع فتح مكّة ۲ .
وتدلّ الطوائف الثلاثة الاُولى من هذه الأخبار على أنّ الحادثة كانت قبل الهجرة وفي ذروة الإرهاب الذي مارسه المشركون ضدّ المسلمين ، والظنّ القويّ يدعم هذا الرأي ، مع أنّه لا يستبعد وقوعها مرّتين ؛ أي قام رسول اللّه صلى الله عليه و آله بهذه الحركة العظيمة المضادّة للشرك ومعه الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في ذلك الجوّ الإرهابي الخانق المظلم قبل الهجرة . ومن الجليّ أنّ المشركين الذين كانت مكّة ، والمسجد الحرام ، والكعبة تحت تصرّفهم قد أعادوا الأصنام إلى مكانها ، ودنّسوا بها الكعبة ، ثمّ وبعد فتح مكّة تكرّرت تلك الحركة التطهيرية العظيمة للمرّة الأخيرة .
واحتمل بعض المحدّثين والعلماء هذا التعدّد ؛ فالعلّامة المجلسي الذي تحدّث في موضع من كتابه «بحار الأنوار» عن فتح مكّة ، أشار في موضع آخر إلى أخبار اُخرى ، وقال :
«أمّا كون كسر الأصنام في فتح مكّة فلا يظهر من هذا الخبر ، ولا من أكثر الأخبار الواردة فيه ، بل صريح بعض الأخبار وظاهر بعضها كون ذلك قبل الهجرة ، فيمكن الجمع بينهما بالقول بتعدّد وقوع ذلك» ۳ .
ونقل أحمد بن محمّد بن عليّ بن أحمد العاصمي (م ۳۷۸ه ) أحد اُدباء القرن الرابع وعلمائه بخراسان أيضا هذا الاحتمال ۴ .
1.الفضائل لابن شاذان : ص ۸۳ ، بحار الأنوار : ج ۳۸ ص ۸۴ ح ۴ .
2.المناقب لابن المغازلي : ص ۲۰۲ ح ۲۴۰۰ ؛ العمدة : ص ۳۶۴ ح ۷۱۰ .
3.بحار الأنوار : ج ۵۹ ص ۱۳۸ .
4.زين الفتى : ج ۱ ص ۱۵۹ .