نكتة :
جاء في بعض النصوص التاريخيّة والحديثيّة : أنّ نزاعا وقع بين الإمام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام والعبّاس بن عبدالمطّلب بعد وفاة النبيّ صلى الله عليه و آله على إرثه ؛ فزعم العبّاس أنّ أموال النبيّ صلى الله عليه و آله له ؛ فتحاكما إلى أبي بكر ، فخاطب أبو بكر العبّاس مشيرا إلى يوم الدار ، وقال :
«أنشدك اللّه ، هل تعلم أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله جمع بني عبدالمطّلب وأولادهم وأنت فيهم ، وجمعكم دون قريش فقال : يا بني عبد المطّلب ! إنّه لم يبعث اللّه نبيّا إلّا جعل له من أهله أخا ووزيرا ووصيّا وخليفةً في أهله ، فمن يقوم منكم يبايعني على أن يكون أخي ووزيري ووصيّي وخليفتي في أهلي ؟ . . . فقام عليّ من بينكم فبايعه على ما شرط له ودعاه إليه . أ تعلم هذا له من رسول اللّه صلى الله عليه و آله ؟ قال : نعم» ۱ .
حيث يُستشفّ من هذا الخبر أنّ أبا بكر كان يعرف قضيّة «إنذار العشيرة» ويعلم ويعترف بها ويراها حجّةً . وأصل هذه الحادثة وطرح الدعوى بالشكل المذكور يثير التساؤل ؛ فالنقطة التي لم يُلْتَفَتْ إليها هي : لماذا رجع الإمام عليه السلام وعمّه العبّاس إلى الخليفة ؟ وهل هذا الخلاف صحيح من أساسه ؟ فقد كان للنبيّ صلى الله عليه و آله عند وفاته بنت ، وزوجات أيضا ، فلا نصيب للعمّ وابن العمّ حتى يدّعيا الإرث . . . ومن الواضح أنّ أمواله صلى الله عليه و آله تؤول إلى بنته الطاهرة فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، وبعد استشهادها تنتقل إلى أولادها ، فأصل ادّعاء العبّاس بن عبدالمطّلب لا يصحّ ، فلِمَ ادّعى ذلك إذن وتحاكم إلى الخليفة ؟