121
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الأوّل

كربلاء ۱ . وتولّى سقاية الجيش والأطفال في ساعة العسرة التي كان فيها الإمام وأصحابه محاصرين ۲ .
وعندما طلب الإمام عليه السلام من أصحابه وأهل بيته أن يذهبوا ويتركوه وحده في ليلة العاشر من المحرّم ، كان أبو الفضل أوّل من هبّ ليخبره بملازمته إيّاه وتفانيه من أجله عبر كلمات طافحة بالعشق والإيمان والإيثار ۳ .
أتاه وإخوته الثلاثة شمرُ بن ذي الجوشن ومعه كتاب الأمان ، فامتعضوا منه وكرهوا لقاءه ، وقالوا في ردّ ما عرضه عليهم :
لَعَنَكَ اللّهُ ولَعَنَ أمانَكَ ! . . . أ تُؤمِنُنا وَابنُ رَسولِ اللّهِ لا أمانَ لَهُ ؟ ! ۴
أثنى عليه المعصومون عليهم السلام ووصفوه بالإيثار ، والبصيرة النافذة ، والثبات على الإيمان ، والجهاد العظيم ، والبلاء الحسن ، والمنزلة التي يُغبَط عليها يوم القيامة ۵ .
استُشهد هذا البطل المهيب والعضد الصامد لأبي عبد اللّه عليه السلام عندما عزم على إيصال الماء إلى الأفواه اليابسة الظامئة للنساء والأطفال حين ظلّ الإمام عليه السلام وحيدا فريدا . فعزّ مصرعه على الحسين عليه السلام ، وجلس عند جثمانه المضرّج بالدماء ، ورثاه بحرقة وألم : «الآنَ انكَسَرَ ظَهري ، وقَلَّت حيلَتي» ۶ .

1.الأخبار الطوال : ص۲۵۶ ، مقاتل الطالبيّين : ص۹۰ ؛ الإرشاد : ج۲ ص۹۵ ، المجدي : ص۱۵ ، شرح الأخبار : ج۳ ص۱۸۲ ح۱۱۲۵ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۴ ص۱۰۸ ، عمدة الطالب : ص۳۵۶ .

2.تاريخ الطبري : ج۵ ص۴۱۲ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۵۵۶ ، الفتوح : ج۵ ص۹۲ ، مقتل الحسين للخوارزمي : ج۲ ص۲۹ ؛ شرح الأخبار : ج۳ ص۱۸۲ و ص۱۹۱ .

3.تاريخ الطبري : ج۵ ص۴۱۹ ؛ الإرشاد : ج۲ ص۹۱ ، إعلام الورى : ج۱ ص۴۵۵ .

4.تاريخ الطبري : ج۵ ص۴۱۶ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۵۵۸ ، الفتوح : ج۵ ص۹۴ ، البداية والنهاية : ج۸ ص۱۷۶ ؛ الإرشاد : ج۲ ص۸۹ .

5.سرّ السلسلة العلويّة : ص۸۹ ، عمدة الطالب : ص۳۵۶ .

6.مقتل الحسين للخوارزمي : ج۲ ص۳۰ ؛ المجدي : ص۱۵ ، إعلام الورى : ج۱ ص۳۹۵ ، شرح الأخبار : ج۳ ص۱۹۴ ، عمدة الطالب : ص۳۵۶ ، بحار الأنوار : ج۴۵ ص۴۲ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الأوّل
120

۴ / ۴

العَبّاسُ

مظهر العشق والإيثار ، ومثال الرجولة والصفاء والوقار ، ورمز الشجاعة والشهامة والكرامة . وكانت له بين أبطال كربلاء وشهداء التاريخ منزلة رفيعة ، ومكانة سامقة ، حتى قال سيّد الساجدين زين العابدين عليه السلام في حقّه : «إنَّ لِلعَبّاسِ عِندَ اللّهِ تَبارَكَ وتَعالى لَمَنزِلَةً يَغبِطُهُ بِها جَميعُ الشُّهَداءِ يَومَ القِيامَةِ» ۱ .
وُلد في سنة (۲۶ ه ) ۲ من اُمّ عظيمة تنتسب إلى قبيلة بني كلاب التي أنجبت أشجع الصناديد الأفذاذ في زمانها ، وتربّى في حجرها ، ونشأ مع إخوته الذين لا مثيل لهم ؛ كالحسنين عليهماالسلام .
كانت كنيته : أبا الفضل ۳ ، وأبا قِربة ۴ . ولقبه : السقّاء ۵ ، وقمر بني هاشم .
وأمّا صفته : فقد كان ممشوق ۶ القامة ، عريض الصدر ، عَبْل ۷ الذراعين ، جميل المحيّا ، حتى سُمّي : قمر بني هاشم ۸ .
وكان مع أبي عبد اللّه الحسين عليه السلام منذ بداية الثورة . وهو صاحب لوائه فى ¨

1.الخصال : ص۶۸ ح۱۰۱ ، الأمالي للصدوق : ص۵۴۸ ح۷۳۱ .

2.أعيان الشيعة : ج۷ ص۴۲۹ ، إبصار العين : ص۵۶ .

3.مقاتل الطالبيّين : ص۸۹ ؛ عمدة الطالب : ص۳۵۶ .

4.تهذيب الكمال : ج۲۰ ص۴۷۹ ، أنساب الأشراف : ج۲ ص۴۱۳ ، مقاتل الطالبيّين : ص۸۹ ، نسب قريش : ص۴۳ ؛ إعلام الورى : ج۱ ص۳۵۹ .

5.تهذيب الكمال : ج۲۰ ص۴۷۹ ، مقاتل الطالبيّين : ص۸۹ ؛ شرح الأخبار : ج۳ ص۱۸۲ ح۱۱۲۵ ، المجدي : ص۱۵ ، إعلام الورى : ج۱ ص۳۹۵ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۴ ص۱۰۸ ، عمدة الطالب : ص۳۵۶ .

6.المَشْق : الطول مع الرِّقّة وقلّة اللحم (تاج العروس : ج۱۳ ص۴۴۵) .

7.العَبْل : الضخم من كلّ شيء (لسان العرب : ج۱۱ ص۴۲۰) .

8.مقاتل الطالبيّين : ص۹۰ ؛ المناقب لابن شهر آشوب : ج۴ ص۱۰۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 21959
صفحه از 664
پرینت  ارسال به