وسُبيت هذه المرأة المخدّرة مع مَنْ سُبي ؛ لتوقظ أصحاب الضمائر الميّتة ، وتقرع أسماعهم بنداء أخيها الشهيد .
وليس لدينا معلومات دقيقة حول تاريخ وفاتها . وذهب البعض إلى أنّها توفّيت في حياة الإمام الحسن عليه السلام ^۱ ، وهو لا ينسجم مع الرأي القائل بحضورها في كربلاء . وقيل : كان لها من عمر ولدان هما رقيّة وزيد ^۲ الذي مات مع اُمّه في وقت واحد ^۳ .

۴ / ۳

حَمَّدُ ابنُ الحَنَفِيَّةِ

ولد محمّد ابن الحنفيّة أيّام حكومة أبي بكر ^۴ ، وكانت اُمّه في عداد من أسرهم المسلمون في الفتوحات ، فصارت من نصيب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ^۵ .
وكان محمّد من العلماء المحدّثين اُولي الشأْن في آل عليّ عليه السلام . وكان شجاعا رابط الجأْش . حمل اللواء يوم الجمل وهو ابن تسع عشرة سنة ^۶ ، كما حمله فى ¨

وهناك من ينكر هذا الزواج استنادا إلى تضارب المعلومات التاريخيّة الواردة فيه واضطرابها بشدّة ، ومع كثرة التناقضات الموجودة حوله لاسيما عند مقايسته بزواجها اللاحق ، فإنّ هذا الزواج نفسه تحيط به هالة من الغموض . ولذا أنكره علماء كبار مثل الشيخ المفيد ^۱ . هذا من جهة ، ومن جهة اُخرى : أيّدته بعض الروايات الشيعيّة والسنّيّة ^۲ ، كما أيّده الشريف المرتضى ^۳ وآخرون غيره أيضا . وثمّة آراء اُخرى تحوم حول هذا الزواج أيضا ، ليس هنا موضع ذكرها ^۴ .
تزوّجت اُمّ كلثوم بعد قتل عمر من عون بن جعفر ، ثمّ محمّد بن جعفر ، وبعده تزوّجها عبد اللّه بن جعفر ^۵ .
وقد أشارت مصادر الفريقين إلى حضور اُمّ كلثوم في الميادين الاجتماعيّة والسياسيّة . ومن مفردات هذا الحضور : مواجهتها حفصة عند ضربها بالدفّ وهي تنال من أمير المؤمنين عليه السلام ^۶ ، ومنها : كفالتها عبد اللّه بن عمر حين امتنع عن بيعة أبيها عليه السلام ، وفرّ إلى مكّة ^۷ .
وشهدت اُمّ كلثوم كربلاء مع أخيها الحسين عليه السلام . وكانت منشدةً لملحمة الطفّ إلى جنب اُختها زينب الكبرى عليهاالسلام ^۸ .