وكانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَتَيَمَّنُ بِتِلكَ السَّنَةِ وبِوِلادَةِ عَلِيٍّ عليه السلام فيها ، ويُسَمّيها سَنَةَ الخَيرِ وسَنَةَ البَرَكَةِ .
وقالَ لِأَهلِهِ لَيلَةَ وِلادَتِهِ ـ وفيها شاهَدَ ما شاهَدَ مِنَ الكَراماتِ وَالقُدرَةِ الإِلهِيَّةِ ، ولَم يَكُن مِن قَبلِها شاهَدَ مِن ذلِكَ شَيئا ـ : «لَقَد وُلِدَ لَنَا اللَّيلَةَ مَولودٌ يَفتَحُ اللّهُ عَلَينا بِهِ أبوابا كَثيرَةً مِنَ النِّعمَةِ والرَّحمَةِ» .
وكانَ كَما قالَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ ؛ فَإِنَّهُ عليه السلام كانَ ناصِرَهُ ، وَالمُحامِيَ عَنهُ ، وكاشِفَ الغَمّاءِ عَن وَجهِهِ ، وبِسَيفِهِ ثَبَتَ دينُ الإِسلامِ ، ورَسَت دَعائِمُهُ ، وتَمَهَّدَت قَواعِدُهُ ۱ .
۲۵.ديوان السيّد الحميريـ مِن قَصيدَةٍ لَهُ في وِلادَةِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ـ:
وَلَدَتهُ في حَرَمِ الإِلهِ وأمنِهِ
وَالبيتُ حَيثُ فَناؤُهُ وَالمَسجِدُ
بَيضاءُ طاهِرَةُ الثِّيابِ كَريمَةٌ
طابَت وطابَ وَليدُها وَالمَولِدُ
في لَيلَةٍ غابَت نُحوسُ نُجومِها
وبَدَت مَعَ القَمَرِ المُنيرِ الأَسعَدُ
ما لُفَّ في خِرَقِ القَوابِلِ مِثلُهُ
إلَا ابنُ آمِنَةَ النَّبِيُّ مُحَمَّدٌ ۲
راجع : كتاب «الغدير» : ج ۶ ص ۲۲ ـ ۳۸ .
۱ / ۵
الأَسماءُ
لمّا ولد الإمام عليه السلام ، اختارت له اُمّه فاطمة بنت أسد اسم «حيدرة» ۳ تيمّنا باسم أبيها «أسد» ، ثمّ اتّفقت هي وأبو ه ـ وبإلهام ربّاني ـ على تسميته «عليّا» ۴ .
1.شرح نهج البلاغة : ج۴ ص۱۱۴ .
2.ديوان السيّد الحميري : ص۱۵۵ ح۴۲ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۱۷۵ .
3.مقاتل الطالبيّين : ص۳۹ ؛ معاني الأخبار : ص۵۹ ح۹ ، الفضائل لابن شاذان : ص۱۴۷ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۲۸۸ و ج ۳ ص۲۷۶ ، بحار الأنوار : ج۳۵ ص۶۷ .
4.حصل هذا التغيير في أوائل أيّام ولادته عليه السلام كما دلّ على ذلك النصوص التاريخيّة . وبهذا يكون ما نُقل عن عطاء ـ من أ نّه عليه السلام لمّا علا كتفي رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وكسّر الأصنام سمّي عليّا ؛ من العلوّ والرفعة ـ فاقدا للوثائق التاريخيّة ، واستحسانا ليس إلّا .