غزارة المدوّنات وكثرتها عن الإمام
يحظى الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بشخصيّة هي في المدى الأقصى من الجاذبيّة ؛ ومن ثَمّ فتَملّي سيرة هذا العظيم ، والتطلّع إلى حياته العبقة الفوّاحة هو ممّا لا يختصّ باتّجاه دون آخر . فهاهم الجميع من كافّة الاتّجاهات والأفكار يكتبون عن الإمام ، وها هي ذي شخصيّته المتوهّجة تجذب كلّ المسالك والميول ، وتستقطب لدائرتها كافّة القرائح والأقلام .
هكذا تمثّلت واحدة من خصائص عليّ بن أبي طالب بغزارة ما كُتب عنه ، وكثافة التآليف التي أطلّت على حياته وسيرته ، وتناولت بالبحث إمامته وخلافته ، واندفعت تُعنى بحِكمه وتعاليمه ، وبآثاره ومآثره .
فتاريخ الإسلام بدون اسم محمد صلى الله عليه و آله ، ومن دون اسم عليّ بن أبي طالب ومن دون مآثره وبطولاته التي بلغت أعلى ذروة ، هو تاريخ أجوف مشوّه ، وكتلة هامدة بلا حراك ولا روح ، وهو بعد ذلك لا يمتّ إلى حقيقة التاريخ الإسلامي بصلة .
فها هي ذي قمم تاريخ صدر الإسلام تتضوّع باسم عليّ ، وتفوح بذكراه ، وها هو ذا ظلّه يمتدّ ويطول فلا يغيب عن واقعة قط .
وما خطّته الأقلام عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام يفوق الحصر عدّاً ، فهذا رصد واحد قدّم خمسة آلاف عنوان كتاب بعضها في عدّة مجلدات ، دون أن يستوفي الجميع .
تصنيف الكتابات
ما جادت به القرائح والأقلام عن عليّ بن أبي طالب يقع في جهات متعدّدة ، ويمتدّ محتواه على مواضيع مختلفة . مع ذلك يمكن تصنيف الحصيلة في رؤوس العناوين التالية :