هذِهِ ؟قالَت : أسماءُ بِنتُ عُمَيسٍ . قالَ عُمَرُ : الحَبَشِيَّةُ هذِهِ ؟ البَحرِيَّةُ هذِهِ ؟ قالَت أسماءُ : نَعَم . قالَ : سَبَقناكُم بِالهِجرَةِ ؛ فَنَحنُ أحَقُّ بِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله مِنكُم ! فَغَضِبَت وقالَت : كَلّا وَاللّهِ ! كُنتُم مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله يُطعِمُ جائِعَكُم ويَعِظُ جاهِلَكُم ، وكُنّا في دارِ ـ أو في أرضِ ـ البُعَداءِ البُغَضاءِ بِالحَبَشَةِ ، وذلِكَ في اللّهِ وفي رَسولِهِ صلى الله عليه و آله ، وَايمُ اللّهِ لا أطعَمُ طَعاما ولا أشرَبُ شَرابا حَتّى أذكُرَ ما قُلتَ لِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، ونَحنُ كُنّا نُؤذى ونَخافُ ، وسَأَذكُرُ ذلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه و آله وأسأَلُهُ ، وِاللّهِ لا أكذِبُ ولا أزيغُ ولا أزيدُ عَلَيهِ !
فَلَمّا جاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله قالَت : يا نَبِيَّ اللّهِ ، إنَّ عُمَرَ قالَ كَذا وكَذا .
قالَ : فَما قُلتِ لَهُ ؟
قالَت : قُلتُ لَهُ كَذا وكَذا .
قالَ : لَيسَ بِأَحَقَّ بي مِنكُم ، ولَهُ ولِأَصحابِهِ هِجرَةٌ واحِدَةٌ ، ولَكُم أنتُم ـ أهلَ السَّفينَةِ ـ هِجرَتانِ ۱ .
ج : اُمُّ البَنينَ بِنتُ حِزامٍ :
وكانت من الشخصيّات المتألّقة في التاريخ الإسلامي . وتنتسب إلى اُسرة لا نظير لها في الشجاعة والشهامة والقتال . ولمّا عزم الإمام عليه السلام على الزواج بعد رحيل الزهراء عليهاالسلام دعا عقيلاً ، وطلب منه أن يختار له امرأة من قبيلة معروفة بالشجاعة لِتلد له فرسانا صناديد . ولمّا كان عقيل عالما بارعا في الأنساب فقد اختار اُمّ البنين ، وذكر أنّ آباءها من أشجع العرب وأثبتهم وأشدّهم قتالاً ۲ .