الفصل الرابع: التّغيير
۵۵۶۹.الإمام عليّ عليه السلام :لا يَتَغَيَّرُ بِحالٍ ، ولا يَتَبَدَّلُ فِي الأَحوالِ ، ولا تُبليهِ اللَّيالي وَالأَيّامُ ، لا يُغَيِّرُهُ الضِّياءُ وَالظَّلامُ . ۱
۵۵۷۰.الإمام الحسين عليه السلام :لا تَتَداوَلُهُ الأُمورُ ، ولا تَجري عَلَيهِ الأَحوالُ ، ولا تَنزِلُ عَلَيهِ الأَحداثُ . ۲
۵۵۷۱.الإمام الباقر عليه السلامـ حينَ قالَ لَهُ عَمرُو بنُ عُبَيدٍ : ـجُعِلتُ فِداكَ ! قَولُ اللّهِ تَبارَكَ وتَعالى : «وَ مَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِى فَقَدْ هَوَى» ۳ ما ذلِكَ الغَضَبُ ؟ـ : هُوَ العِقابُ يا عَمرُو ، إِنَّهُ مَن زَعَمَ أَنَّ اللّهَ قَد زالَ مِن شَيءٍ إِلى شَيءٍ فَقَد وَصَفَهُ صِفَةَ مَخلوقٍ ، وإِنَّ اللّهَ تَعالى لا يَستَفِزُّهُ شَيءٌ فَيُغَيِّرَهُ . ۴
۵۵۷۲.الإمام الصادق عليه السلامـ في قَولِ اللّهِ عز و جل : «فَلَمَّا ءَاسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ» ۵ ـ: إِنَّ اللّهَ عز و جل لا يَأسَفُ كَأَسَفِنا ، ولكِنَّهُ خَلَقَ أَولياءَ لِنَفسِهِ يَأسَفونَ ويَرضَونَ وهُم مَخلوقونَ مَربوبونَ ، فَجَعَلَ رِضاهُم رِضا نَفسِهِ وسَخَطَهُم سَخَطَ نَفسِهِ ؛ لِأَنَّهُ جَعَلَهُمُ الدُّعاةَ إِلَيهِ والأَدِلاّءَ عَلَيهِ ، فَلِذلِكَ صاروا كَذلِكَ ، ولَيسَ أَنَّ ذلِكَ يَصِلُ إِلَى اللّهِ ما يَصِلُ إِلى خَلقِهِ ، لكِن هذا مَعنى ما قالَ مِن ذلِكَ ، وقَد قالَ : «مَن أَهانَ لي وَلِيّا فَقَد بارَزَني بِالمُحاربَةِ ودَعاني إِلَيها» ، وقالَ : «مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ» ۶ ، وقالَ : «إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ» . ۷
فَكُلُّ هذا وشِبهُهُ عَلى ما ذَكَرتُ لَكَ ، وهكَذَا الرِّضا وَالغَضَبُ وغَيرُهُما مِنَ الأَشياءِ مِمّا يُشاكِلُ ذلِكَ ، ولَو كانَ يَصِلُ إِلَى اللّهِ الأَسَفُ وَالضَّجَرُ ، وهُوَ الَّذي خَلَقَهُما وأَنشَأَهُما لَجازَ لِقائِلِ هذا أَن يَقولَ : إِنَّ الخالِقَ يَبيدُ يَوما ما ؛ لِأَنَّهُ إِذا دَخَلَهُ الغَضَبُ وَالضَّجَرُ دَخَلَهُ التَّغييرُ ، وإِذا دَخَلَهُ التَّغييرُ لَم يُؤمَن عَلَيهِ الإِبادَةُ ، ثُمَّ لَم يُعرَفِ المُكَوِّنَ مِنَ المُكَوَّنَ ، ولاَ القادِرُ مِنَ المَقدورِ عَلَيهِ ، ولا الخالِقُ مِنَ المَخلوقِ ، تَعالَى اللّهُ عَن هذَا القَولِ عُلُوّا كَبيرا . ۸
1.نهج البلاغة : الخطبة ۱۸۶ ، الاحتجاج : ج ۱ ص ۴۷۷ ح ۱۱۶ ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۲۵۴ ح ۸ .
2.تحف العقول : ص ۲۴۴ .
3.طه : ۸۱ .
4.الكافي : ج ۱ ص ۱۱۰ ح ۵ ، التوحيد : ص ۱۶۸ ح ۱ ، معاني الأخبار : ص ۱۹ ح ۱ وفيهما «لا يغيّره» بدل «فيغيّره» ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۶۷ ح ۹ وراجع الإرشاد : ج ۲ ص ۱۶۵ وإرشاد القلوب : ص ۱۶۷ .
5.الزخرف : ۵۵ .
6.النساء : ۸۰ .
7.الفتح : ۱۰ .
8.الكافي : ج ۱ ص ۱۴۴ ح ۶ عن حمزة بن بزيع ، التوحيد : ص ۱۶۸ ح ۲ ، معاني الأخبار : ص ۱۹ ح ۲ وليس فيه «ثُمَّ لم يعرف المكوِّن من المكوَّن ، ولا القادر من المقدور عليه» ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۶۵ ح ۲ .