الفصل الثالث: التّجزّي
۵۵۶۴.الإمام الصادق عليه السلامـ لَمّا سَأَلَهُ الزِّنديقُ : فَكَيفَ هُوَ اللّهُ الواحِدُ ؟ـ: واحِدٌ في ذاتِهِ ، فَلا واحِدٌ كَواحِدٍ ؛ لِأَنَّ ما سِواهُ مِنَ الواحِدِ مُتَجَزِّئٌ ، وهُوَ تَبارَكَ وتَعالى واحِدٌ لا يَتَجَزَّأُ ، ولا يَقَعُ عَلَيهِ العَدُّ . ۱
۵۵۶۵.الإمام عليّ عليه السلام :لا يوصَفُ بَشيءٍ مِنَ الأَجزاءِ ، ولا بِالجَوارِحِ وَالأَعضاءِ ، ولا بِعَرَضٍ مِنَ الأَعراضِ ، ولا بِالغَيرِيَّةِ وَالأَبعاضِ . ۲
۵۵۶۶.الكافي عن يونس بن ظبيان :دَخلتُ عَلى أَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام فَقُلتُ لَهُ : إِنَّ هِشامَ بنَ الحَكَمِ يَقولُ قَولاً عَظيما ، إِلاّ أَنّي أَختَصِرُ لَكَ مِنهُ أَحرُفا ، فَزَعَم أَنَّ اللّهَ جِسمٌ ؛ لِأَنَّ الأَشياءَ شَيئانٍ : جِسمٌ وفِعلُ الجِسمِ ، فَلا يَجوزُ أَن يَكونُ الصَّانِعُ بِمَعنَى الفِعلِ ويَجوزُ أَن يَكونَ بِمَعنَى الفاعِلِ .
فَقالَ أَبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : وَيحَهُ ! أما عَلِمَ أنَّ الجِسمَ مَحدودٌ مُتَناهٍ ، وَالصّورَةَ مَحدودَةٌ مُتَناهِيَةٌ ، فَإِذَا احتَمَلَ الحَدَّ احتَمَلَ الزِّيادَةَ وَالنُقصانَ ، وإِذَا احتَمَلَ الزّيادَةَ وَالنُقصانَ كانَ مَخلوقا .
قالَ : قُلتُ : فَما أَقولُ ؟
قالَ : لا جِسمٌ ولا صورَةٌ وهُوَ مُجَسِّمُ الأَجسامِ ومُصَوِّرُ الصُّوَرِ ، لَم يَتَجَزَّأ ولَم يَتَناهَ ولَم يَتَزايَد ولَم يَتَناقَص ، لَو كانَ كَما يَقولونَ لَم يَكُن بَينَ الخالِقِ والمَخلوقِ فَرقٌ ، ولا بَينَ المُنشِئ وَالمُنشَأ ، لكِن هُوَ المُنشِئُ ، فَرقٌ بَينَ مَن جَسَّمَهُ وصَوَّرَهُ وأَنشَأَهُ ، إِذ كان لا يُشبِهُهُ شَيءٌ ولا يُشبِهُ هُوَ شَيئا . ۳