«وَ اضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَوةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَـهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الاْءَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَـحُ وَ كَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْ ءٍ مُّقْتَدِرًا» . ۱
الحديث
۸۳.الإمام عليّ عليه السلام ـ في وَصفِ الدُّنيا ـ :فَهِيَ كَرَوضَةٍ اِعتَمَّ ۲ مَرعاها ، وأعجَبَت مَن يَراها ، عَذبٌ شِربُها ، طَيِّبٌ تُربُها ، تَمُجُّ عُروقُها الثَّرى ۳ ، وتَنطُفُ ۴ فُروعُهَا النَّدى ، حَتّى إذا بَلَغَ العُشبُ إبّانَهُ ۵ ، وَاستَوى بَنانُهُ ۶ ، هاجَت ريحٌ تَحُتُّ ۷ الوَرَقَ ، وتُفَرِّقُ مَا اتَّسَقَ ، فَأَصبَحَت كَما قالَ اللّهُ : «هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَـحُ وَ كَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْ ءٍ مُّقْتَدِرًا» ، اُنظُروا فِي الدُّنيا في كَثرَةِ ما يُعجِبُكم ، وقِلَّةِ ما يَنفَعُكُم . ۸
۸۴.الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ هذِهِ الدُّنيا وإن أمتَعَت بِبَهجَتِها وغَرَّت بِزِبرِجِها ، فَإِنَّ آخِرَها لا يَعدو أن يَكونَ كَآخِرِ الرَّبيعِ الَّذي يَروقُ بِخُضرَتِهِ ثُمَّ يَهيجُ عِندَ انتِهاءِ مُدَّتِهِ . وعَلى مَن نَصَحَ لِنَفسِهِ وعَرَفَ حَقَّ ما عَلَيهِ ولَهُ ، أن يَنظُرَ إلَيها نَظَرَ مَن عَقَلَ عَن رَبِّهِ جَلَّ وعَلا ، وحَذَرَ سوءَ مُنقَلَبِهِ ؛ فَإِنَّ هذِهِ الدُّنيا قَد خَدَعَت قَوما فارَقوها أسَرَّ
ما كانوا إلَيها ، وأكثَرَ ما كانُوا اغتِباطا بِها ، طَرَقَتهُم آجالُهُم بَياتا وهُم نائِمونَ ، أو ضُحىً وهُم يَلعَبونَ ... . ۹
1.الكهف : ۴۵ .
2.اعْتَمّ : يقال للنبت إذا طال : قد اعتمّ (النهاية : ج ۳ ص ۳۰۲ «عمم») .
3.قال العلاّمة المجلسي قدس سره : في مصباح اللغة : «مجّ الرجل الماء من فيه مَجّا : رمى به» . وقال : «الثَّرى : ندى الأرض ، والثّرى ـ أيضا ـ : التراب النديّ» . أقول : إذا حملت الثرى على الندى ، فالمعنى ظاهر ؛ أي يترشّح من عروقها الماء لكثرة طراوتها وارتوائها . وإذا حملت على التراب النديّ ، فالمعنى : تقذف عروقها الماء في الثرى ، أو المراد أنّ عروقها لقوّتها وكثرتها تقذف التراب وتدفعها إلى فوق وترفعها (مرآة العقول : ج ۲۵ ص ۳۵) .
4.تَنْطُف : تقطر (النهاية : ج ۵ ص ۷۵ «نطف») .
5.إبّانُ كلّ شيء : وقتُه وحينُه الذي يكون فيه (لسان العرب : ج ۱۳ ص ۴ «أبن») .
6.البَنَانُ : الرياض الحالية بالزهر (المعجم الوسيط : ج ۱ ص ۷۲ «بنّ») .
7.الحَتّ : سقوط الورق عن الغصن وغيره (تاج العروس : ج ۳ ص ۳۴ «حتت») .
8.الكافي : ج ۸ ص ۱۷ ح ۳ عن محمّد بن إسماعيل الهمداني عن الإمام الكاظم عليه السلام .
9.بحار الأنوار : ج ۹۴ ص ۲۷۲ ح ۱ نقلاً عن مهج الدعوات : ص ۲۲۲ عن الربيع وفي بعض عباراته شيء من التصحيف .