۳۴۶.الإمامُ الباقرُ عليه السلام:تَعَرَّض للرَّحمَةِ وَعَفوِ اللّهِ بحُسنِ المُراجَعَةِ ، واستَعِنْ على حُسنِ المُراجَعَةِ بخالِصِ الدعاءِ والمُناجاةِ في الظُّلَمِ . ۱
۳۴۷.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام :كانَ فيما ناجَى اللّهُ عز و جل بِهِ موسَى بنَ عِمرانَ عليه السلامأن قالَ لَهُ : يَابنَ عِمرانَ ، كَذِبَ مَن زَعَمَ أنَّهُ يُحِبُّني فَإذا جَنَّهُ اللَّيلُ نامَ عَنّي ؛ ألَيسَ كُلُّ مُحِبٍّ يُحِبُّ خَلوَةَ حَبيبِهِ ؟!
ها أنَا ذا ـ يَابنَ عِمرانَ ـ مُطَّلِعٌ عَلى أحِبّائي ، إذا جَنَّهُمُ اللَّيلُ حُوِّلَت أبصارُهُم مِن قُلوبِهِم ، وَمَثُلَت عُقوبَتي بَينَ أعيُنِهِم ، يُخاطِبوني عَنِ المُشاهَدَةِ ، وَيُكَلِّموني عَنِ الحُضورِ .
يَابنَ عِمرانَ ، هَب لي مِن قَلبِكَ الخُشوعَ ، ومِن بَدَنِكَ الخُضوعَ ، ومِن عَينَيكَ الدُّموعَ فِي ظُلَمِ اللَّيلِ ، وَادعُني ؛ فَإِنَّكَ تَجِدُني قَريبا مُجيبا . ۲
۳۴۸.عنه عليه السلام :إنّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله صَلّى بِالنّاسِ الصُّبحَ ، فَنَظَرَ إلى شابٍّ في المَسجِدِ وَهُوَ يَخفِقُ وَيَهوي بِرأسِهِ ، مُصفَرّا لَونُهُ ، قَد نَحُفَ جِسمُهُ وَغارَت عَيناهُ في رأسِهِ ، فقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : كَيفَ أصبَحتَ يا فُلانُ ؟ قالَ : أصبَحتُ يا رسولَ اللّهِ مُوقِنا ، فعَجِبَ
رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آلهمِن قَولِهِ وَقالَ : إنّ لِكُلِّ يَقينٍ حَقيقَةً، فَما حَقيقَةُ يَقينِكَ ؟
فَقالَ : إنّ يَقيني يا رَسولَ اللّهِ هُوَ الَّذي أحزَنَني وَأسهَرَ لَيلي وَأظمأَ هَواجِري ، فعَزَفَت نَفسي عَنِ الدُّنيا وَما فِيها ، حتّى كأ نّي أنظُرُ إلى عَرشِ ربِّي وَقَد نُصِبَ للحِسابِ ، وَحُشِرَ الخَلائقُ لِذلكَ وَأنا فيهِم ...
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله لأصحابِهِ : هذا عَبدٌ نَوَّرَ اللّهُ قَلبَهُ بالإيمانِ . ثُمّ قالَ لَهُ : اِلزَم ما أنتَ عَلَيهِ .
فقالَ الشّابُّ : اُدعُ اللّهَ لي يا رَسولَ اللّهِ أن اُرزَقَ الشّهادَةَ مَعكَ ، فدَعا لَهُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فلَم يَلبَث أن خَرجَ في بَعضِ غَزَواتِ النَّبيِّ صلى الله عليه و آلهفاستُشهِدَ بَعدَ تِسعَةِ نَفَرٍ وكانَ هُو العاشِرَ . ۳