الطوسي رحمه اللَّه عليه، وأنّه كان يقفو أثر الخواجة في نشاطاته العلميّة، وقد اضطلع مثله في شتّى العلوم والفنون، وسنشير إلى تعدّد آثاره وتنوّعها فيما يأتي لاحقاً تحت عنوان «مكانته في العلوم».
كان ابن العتائقي معاصراً للشهيد الأوّل رحمه اللَّه عليه، وقد يعدّه بعض المحقّقين ۱ من تلامذته وأنّه تلقّى عن الشهيد كثيراً من العلوم.
وذكر السّيد محسن الأمين رحمه اللَّه عليه في أعيان الشيعة ۲ أنّه يروي عن الزهدري، ويروي عنه السيّد بهاء الدين عبد الحميد النجفي اُستاذ أحمد بن فهد الحلّي. وأمّا مشايخه فقد ذكر المحقّق الطهراني رحمه اللَّه عليه في الطبقات ۳ أنّ من مشايخه نصير الدين عليّ بن محمّد الكاشي (ت ۷۵۵ه) و العلّامة الحلّي (ت ۷۲۶ه)، وسيأتي نصّ كلام الطهراني قريباً عند ذكرنا لكلام العلماء حوله.
وقد وصفه كثير من المترجمين والمفهرسين والمحقّقين بالعلم والحكمة والجلالة والفضل والكمال، حيث لفتَ أنظارهم بعضُ آرائه؛ لا سيّما في التفسير والعلوم القرآنيّة وشرح الأحاديث، وذلك من خلال آثاره التي سنتعرّض لذكرها قريباً.
وعن الزركلي: «ساح في فارس و غيرها سنة (۷۴۶ه )، فغاب نحو عشرين سنة، أقام أكثرها في إصفهان، وعاد، ثمّ رحل إلى النجف». ۴
ابن العتائقي في كلام العلماء وكتب التراجم
ذكرنا أنّ آثار ابن العتائقى وما حوته من آراء في شتّى العلوم لفتت أنظار عدّة من العلماء، فاستنداو إلى أقواله وآرائه وأثنَوا عليه، وسنُلقي هنا نظرة على بعض العبائر التي قيلت في حقّه:
۱. أوّل من تكلّم عن ابن العتائقي صاحب كتاب السلطان المفرّج عن أهل الإيمان، فإنّ مؤلّفه وصف ابن العتائقي في سنة (۷۵۹ه) في هذا الكتاب بما لفظه :
المولى الأجلّ الأمجد، العالم الفاضل، القدوة الكامل، المحقّق المدقّق، مجمع الفضائل،