533
مختصر تفسير القمّي

«وأَمَّا مَنْ بَخِلَ واسْتَغْنى‏» يعني: صاحب النخلة «وما يُغْنِى عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى» في النار، يعني ذلك المنافق. ۱
[ ۸ ] قوله: «وأَمَّا مَنْ بَخِلَ واسْتَغْنى‏»...الآية، نزلت في الآخر.
[ ۱۴ ] قوله: «فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى»...الآية، قال: «نار في جهنّم لايصلاها إلّا اُولئك » . ۲

1.ولقد وردت العبارة في نسخة «أ» باختزال أضرّ بالمقصود، تصحيحها كما يلي: «فَأَمَّا مَنْ أَعْطى‏»... الآيات، قال: إنّ رجلاً كان لرجل في حائطه نخلة، وكان يدخل عليه بغير إذن، فأتى النبي فقال: إنّ في حائطي نخلة لسمرة بن جندب، وهي تضرّني، وأردت أن أخرج بعيالي، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله لسمرة: «أعطيك بدل نخلتك هذه نخلة في الجنّة». فأبى أن يرضى، فبلغ أبا الدحداح، فأتى صاحب النخلة فقال: أعطيك حائطي بدل هذه النخلة، قال: نعم، فأعطاه حائطه وأخذ النخلة، وأتى إلى النبي فقال: أعطيك هذه النخلة وتعطيني نخلة في الجنّة، قال نعم، فنزلت الآية فيه. وقد دلّت الرواية على قاعدة هامة استفادها العلماء من هذه القصّة، وهي قاعدة نفي الضرر والضرار في الإسلام. ورواه البحراني في البرهان، ج ۵، ص ۶۷۷، عن تفسير القمّي. وروى نحوه عبد اللَّه بن جعفر الحميري في قرب الإسناد، ص ۱۵۶، كما روى مثله الكليني في الكافي، ج ۴، ص ۴۶، ح ۵ .

2.رواه البحراني في البرهان، ج ۵، ص ۶۷۸، عن تفسير القمّي.


مختصر تفسير القمّي
532

سورة الليل (۹۲)

[مكّيّة، وآياتها إحدى وعشرون‏]

بسم الله الرحمن الرحيم‏

[ ۱ ] قوله: «وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى‏»، قال: «أقبل بظلامه».
[ ۲ ] قوله: «وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى‏»، قال: «أضاءَ وبانَ».
[ ۳ ] قوله: «وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنثَى‏»، قال: «ومن خلق»، وقيل: ما يصدر منه.
[ ۴ ] قوله: «إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى‏»، قال: «عملكم مختلف، فمصدّق ومكذّب».
سئل عن قوله: «وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنثَى‏»، قال: «إنّما هو (واللَّه خلق الذّكر والاُنثى)».
[ ۵ - ۶ ] قوله: «فَأَمَّا مَنْ أَعْطى‏ وَاتَّقَى‏ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى‏». ۱ قيل: عليّ عليه السلام.
و «الْحُسْنى‏» حديقة نخل بالمدينة وكان بها رجل غني له نخلة في دار مؤمن فقير ذي أطفال، وكان صاحبها إذا خرصها ووقع من تمرها شي‏ء و التقطه الأطفال، فيدخل يده في فم الطفل ويأخذ التمرة منه، فشقّ ذلك على الفقير، فشكا ذلك إلى النبي صلى اللَّه عليه وآله، فأحضر الغني بعد أن ذهب الفقير، واستامها منه بنخلة في الجنّة، فأبى. فلم يزل يزده نخلة بغد اُخرى إلى عشر، فلم يجبه. قال: لا أبيعها إلّا بشي‏ء لا أظنه أعطاه في الدنيا، وهي الحسنى التي لعليّ عليه السلام، فعلم بذلك عليّ، فجاء إلى الغني واشترى منه تلك النخلة بالحسنى، وجاء إلى النبي وقال: إنّي جعلتها للفقير، فأرسل النبي إلى الفقير، وقال له: أرى أنّ النخلة قد صارت لك. فنزل جبرائيل عليه السلام بالآيات، فقرأها النبي على عليّ وبشّره بالجنّة، ومن أسماء الجنّة: الْحُسْنى‏.

1.وردت العبارة في النسخ بصورة مختلفة، ونوردها هنا على ما في «ج»: «وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى‏».

  • نام منبع :
    مختصر تفسير القمّي
تعداد بازدید : 81652
صفحه از 611
پرینت  ارسال به