497
مختصر تفسير القمّي

مختصر تفسير القمّي
496

سورة المنافقون (۶۳)

[مدنيّة، وهي إحدى عشر آية]

بسم الله الرحمن الرحيم‏

[ ۱ ] «إِذا جاءَك الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّك لَرَسُولُ اللَّهِ واللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّك لَرَسُولُهُ واللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ»، قال: «نزلت في عبد اللَّه بن اُبِّي ۱ ».

1.في الأصل زيادة مايلي: «في غزاة المريسيع، وهي غزاة بني المصطلق، في سنة خمس من الهجرة، وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله خرج إليها، فلمّا رجع منها نزل على بئر، وكان الماء قليلاً فيها، وكان أنس بن سيار حليف الأنصار، وكان جهجاه بن سعيد الغفاري أجيراً لعمر بن الخطاب، فاجتمعوا على البئر، فتعلّق دلو ابن سيار بدلو جهجاه، فقال ابن سيار: دلوي، وقال: جهجاه دلوي، فضرب جهجاه يده. (يده) ليس في «ص». على وجه ابن سيار، فسال منه الدم، فنادى ابن سيار بالخزرج، ونادى جهجاه بقريش، وأخذ الناس السلاح، وكاد أنّ تقع الفتنة، فسمع عبد اللَّه بن اُبي النداء، فقال: ما هذا؟ فأخبروه بالخبر، فغضب غضباً شديداً، ثمّ قال: قد كنت كارهاً لهذا المسير، إنّي لأذلّ العرب، ما ظننت أنّي أبقى إلى أنّ أسمع مثل هذا فلا يكون عندي تغيير (في «ط»: «تعيير»). ثمّ أقبل على أصحابه، فقال: هذا عملكم، أنزلتموهم منازلكم، وواسيتموهم بأموالكم، ووقيتموهم بأنفسكم، وأبرزتم نحوركم إلى القتل، فأرمل نساؤكم، وأيتم صبيانكم، ولو أخرجتموهم لكانوا عيالاً على غيركم، ثمّ قال: «لَئِن رَّجَعْنَآ إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ»، وكان في القوم زيد بن أرقم، وكان غلاماً قد راهق، وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله في ظل شجرة في وقت الهاجرة. (أي نصف النهار عند اشتداد الحرّ. لسان العرب، ج ۵، ص ۲۵). وعنده قوم من أصحابه من المهاجرين والأنصار، فجاء زيد فأخبره بما قال عبد اللَّه بن أبي، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله: لعلّك وهمت يا غلام؟». فقال: لا واللَّه ما وهمت. فقال: «فلعلّك غضبت عليه؟». قال: لا واللَّه، ما غضبت عليه. قال: «فلعلّه سفه عليك؟». فقال: لا واللَّه. فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله لشقران مولاه: «أحدج، (يقال: أحدج بعيرك، أي شدّ عليه قتبه بأداته. (لسان العرب، ج ۲، ص ۲۳۱). فأحدج راحلته وركب، وتسامع الناس بذلك، فقالوا: ما كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله ليرحل في مثل هذا الوقت، فرحل الناس ولحقه سعد بن عبادة، فقال: السلام عليك يا رسول اللَّه ورحمة اللَّه وبركاته. فقال: «و عليك السلام». فقال: ما كنت لترحل في مثل هذا الوقت؟ فقال: «أو ما سمعت قولاً قاله صاحبكم؟». قال: وأيّ صاحب لنا غيرك يا رسول اللَّه؟ قال: «عبد اللَّه بن اُبيّ، زعم أنّه إن رجع إلى المدينة ليخرجن الأعزّ منها الأذلّ». فقال: يا رسول اللَّه، أنت وأصحابك الأعزّ، وهو وأصحابه الأذلّ. فسار رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله يومه كلّه لا يكلّمه أحد، فأقبلت الخزرج على عبد اللَّه بن اُبيّ يعذلونه، فحلف عبد اللَّه بن اُبيّ أنّه لم يقل شيئاً من ذلك، فقالوا: فقم بنا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله حتّى نعتذر (في «ص»: «تعتذر».) إليه، فلوى عنقه. فلمّا جنّ الليل سار رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله ليله كلّه والنهار، فلم ينزلوا إلّا للصلاة، فلمّا كان من الغد نزل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله ونزل أصحابه، وقد أمهدهم الأرض من السهر الذي أصابهم، فجاء عبد اللَّه بن اُبي إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله، فحلف عبد اللَّه أنّه لم يقل ذلك، وأنّه ليشهد أنّ لا إله إلّا اللَّه وأنّك لرسول اللَّه، وأنّ زيداً قد كذب علىَّ. فقبل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله منه، وأقبلت الخزرج على زيد بن أرقم يشتمونه ويقولون له: كذبت على عبد اللَّه سيّدنا. فلمّا رحل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله كان زيد معه يقول: اللّهم إنّك لتعلم أنّي لم أكذب على عبد اللَّه بن اُبيّ، فما سار (في «ص»: «ساروا»). إلّا قليلا حتّى أخذ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله ما كان يأخذه من البرحاء (أي الشّدّة والمشقّة. لسان العرب، ج ۲، ص ۴۱۰). عند نزول الوحي عليه، فثقل حتّى كادت ناقته أنّ تبرك من ثقل الوحي، فسري عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وهو يسكب العرق عن وجهه (في «ط»: «جبهته»)، ثمّ أخذ باُذُن زيد بن أرقم، فرفعه من الرحل، ثمّ قال: «يا غلام، صدق قولك، ووعى قلبك، وأنزل اللَّه فيما قلت قرآناً». فلمّا نزل جمع أصحابه، وقرأ عليهم سورة المنافقين: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِذا جاءَك الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّك لَرَسُولُ اللَّهِ واللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّك لَرَسُولُهُ واللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ» إلى قوله تعالى: «ولكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ» (المنافقون (۶۳): ۸) . ففضح اللَّه عبد اللَّه بن اُبيّ)».

  • نام منبع :
    مختصر تفسير القمّي
تعداد بازدید : 81601
صفحه از 611
پرینت  ارسال به