459
مختصر تفسير القمّي

فيقول المؤمن: نعم يا ربّ أرضيتني، وقد رضيت. ۱ » . ۲
[ ۶۵ ] وقوله: «هُوَ الْحَىُّ لا إِلهَ إلّا هُوَ»...الآية، قال: دخل رجل على عليّ بن الحسين عليهما السلام فسأله عن مسائل، ثمّ عاد ليسأل عن مثلها، فقال عليّ بن الحسين عليهما السلام: «مكتوب في الإنجيل: لا تطلبوا علم ما لا تعملون، ولمّا عملتم بما علمتم، فإنّ العلم إذا لم يعمل به، لم يزدد صاحبه إلّا كبراً، ولم يزدد من اللَّه إلّا بعداً».
ثمّ قال: «عليك بالقرآن، فإنّ اللَّه خلق الجنّة بيده، لبنة من ذهب، ولبنة من فضّة، وجعل ملاطها المسك، وترابها الزعفران، وحصاها: اللؤلؤ، وجعل درجاتها على قدر آيات القرآن، فمن قرأ القرآن قال له: إقرأ وارق. ومن دخل منهم الجنّة لم يكن أحد في الجنّة أعلى درجة منه، ما خلا النبيّين والصدّيقين».
وقال له الرجل: فما الزهد؟ قال: «الزهد عشرة أجزاء؛ فأعلى درجات الزهد أدنى درجات الرضا، ألا وإنّ الزهد في آية من كتاب اللَّه: «لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى‏ ما فاتَكُمْ ولا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ»».
فقال الرجل: لا إله إلّا اللَّه.
وقال عليّ بن الحسين عليهما السلام: «و أنا أقول لا إله إلّا اللَّه، فإذا قال: أحدكم لا إله إلّا اللَّه، فليقل: الحمد للَّه ربّ العالمين. فإن اللَّه يقول: «هُوَ الْحَىُّ لا إِلهَ إلّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ» » . ۳
[ ۷۴ ] قوله: «ضلَّوا عَنَّا» أي: يضلّوا. ۴
[ ۸۵ ] قوله: «لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا» قال: «اذا قام القائم في الرجعة».

1.في الأصل زيادة: «فيقول اللَّه: عبدي كنت أرضى أعمالك، وأنا أرضي لك أحسن الجزاء، فإن أفضل جزاء عندي أن أسكنك الجنّة. وهو قوله تعالى: «ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ»... الآية».

2.رواه البحراني في البرهان، ج ۴، ص ۷۶۷.

3.رواه البحراني في البرهان، ج ۴، ص ۷۶۷، عن تفسير القمّي .

4.لم يذكر المؤلّف تفسير الآية ۷۵، فراجع الأصل.


مختصر تفسير القمّي
458

«واللَّه لقد قطّعوه إرباً إرباً، ولكن وقاه اللَّه أن يفتنوه في دينه » . ۱
[ ۴۶ ] قوله: «النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وعَشِيًّا»، قال: «هذا في القبر، في الدنيا». ۲ » . ۳
[ ۵۱ ] قوله: «ويَوْمَ يَقُومُ الاشْهادُ»، يعني: الأئمّة عليهم السلام . ۴
[ ۶۰ ] قوله: «ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ»، فإنّ اللَّه تعالى يستجيب للمؤمنين الذين يوفون بعهده، وروي عن أبي عبد اللَّه عليه السلام، قال: «إنّ اللَّه تبارك وتعالى ليمنّ على عبده المؤمن يوم القيامة، فيدنيه منه، حتّى يضع كفّه عليه». ۵
أقول: يريد به القرب، وأمّا الكفّ، فليس له كفّ، فإنّه ليس بجسم، تعالى عن ذلك، فقوله: حتّى يضع كفّه عليه، مؤوّل، وإلّا يلزم التجسيم.
ثمّ يعرفه ما أنعم به عليه، يقول: ألم تكن تدعوني يوم كذا وكذا، فأجبت دعوتك؟ ألم تسألني يوم كذا وكذا، وأعطيتك مسألتك؟ ألم تستغث بي يوم كذا وكذا، فأغثتك؟ ألم تسألني كشف ضرّ كذا وكذا، فكشفت عنك ضرّك ورحمت صوتك؟ ألم تسألني مالاً، فملّكتك؟ ألم تستخدمني، فأخدمتك؟ ألم تسألني أن أزوّجك فلانة وهي منيعة عند أهلها، فزوّجتكها؟
قال: فيقول العبد: بلى يا ربّ، أعطيتني كلّ ما سألتك، وقد كنت يا ربّ أسألك الجنّة.
فيقول اللَّه له: فإنّي منعم لك بما سألتنيه الجنّة لك مباحاً، أرضيت؟

1.رواه البحراني في البرهان، ج ۴، ص ۷۶۰، عن تفسير القمّي. وروى نحوه في الكافي، ج ۲، ص ۱۷۱، ح ۱ .

2.في الأصل زيادة: «قبل القيامة؛ وذلك أنّ في القيامة لا يكون غدوّاً ولا عشيّاً، لأنّ الغدوّ والعشي إنّما يكون في الشمس والقمر، وليس في جنان الخلد ونيرانها شمس ولا قمر. قال رجل لأبي عبد اللَّه عليه السلام: ما تقول في قول اللَّه عزّ وجلّ: «النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وعَشِيًّا»؟ فقال أبو عبد اللَّه عليه السلام: «ما يقول الناس فيها؟»، فقال: يقولون: إنّها في نار الخلد، وهم لايعذّبون فيما بين ذلك. فقال عليه السلام: «فهم من السعداء». فقيل له: جعلت فداك، فكيف هذا؟ فقال: «إنّما هذا في الدنيا، وأمّا في نار الخلد فهو قوله تعالى: «ويَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ»» .

3.رواه البحراني في البرهان، ج ۴، ص ۷۶۱، عن تفسير القمّي. وروى مايقرب منه الشيخ الطبرسي في مجمع البيان، ج ۸، ص ۸۱۸ . هذا، ولم يذكر المؤلّف تفسير الآيات ۴۸ - ۵۰، فراجع الأصل.

4.رواه البحراني في البرهان، ج ۴، ص ۷۶۴، عن تفسير القمّي. وراجع أيضاً مختصر بصائر الدرجات، ص ۴۵.

5.في الأصل: «فيأمره أن يدنو منه - يعني من رحمته - فيدنو حتّى يضع كفّه عليه».

  • نام منبع :
    مختصر تفسير القمّي
تعداد بازدید : 82176
صفحه از 611
پرینت  ارسال به