أيّام، وكان يقول: «اُسقوهم العذب، وأطعموهم الطيّب، وأحسنوا إسارهم» حتّى قتلهم كلّهم، وأنزل اللَّه على رسوله فيهم: «وَ أَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ صَياصِيهِمْ» أي: من حصونهم «وقَذَفَ فِى قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ» إلى قوله: «وكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيراً». ونزل في بني قريظة . ۱
وقام ثابت بن قيس بن الشماس، وقال: يا رسول اللَّه، إنّ الزبير ابن أبا طالب ۲ مرّ عليّ يوم بعاث فأطلقني، فهبه لي، قال: قد وهبته لك، فجاء إليه وقال له: [هل تعرفني؟ قال: نعم أنت ثابت] ۳ قال: قد وهبك رسول اللَّه لي [إنّي أمُنّ عليك كما مننت عليّ يوم بعاث. قال:] ۴ شيخ كبير ضعيف، ما يصنع بيثرب بلا أهل ولا مال؟
فرجع إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله فقال: يارسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله هب لي ماله وأهله. قال: «قد وهبتهم لك».
فرجع إليه فقال: إن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله قد وهبك أهلك ومالك [وقد أراد اللَّه تعالى بك خيراً] ۵ .
فقال: أمّا أنت فقد كافيت، أحسن اللَّه جزاءك، فما فعل الذي وجهه كأنّه مرآة مضيئة يتراآى أنّه من عذارى الحيّ كعب بن أسد؟ قال: قد قتل.
قال: فما فعل سيّد الحاضر والبادي حيي بن أخطب؟ قال: قد قتل.
قال: فما فعل القلّب الحوّل نباش بن قيس؟ قال: قد قتل.
قال: فما فعل أوّل عادية اليهود إذا حملوا وآخرهم اذا رجعوا غزال بن شمؤل؟ قال: قد قتل.
قال: فما فعل أبو الأرامل والأيتام رفاعة بن زيد؟ قال: قد قتل.
قال: فما فعل العمران الملقبان بدراسة التوراة؟ قال: قتلا.
قال: فما خير في الحياة بعد هؤلاء، لا أرجع إلى دار كانوا فيها جلوساً فأخلد بعدهم،
1.رواه البحراني في البرهان، ج۴، ص۴۳۴ - ۴۳۷، عن تفسير القمّي. روى نحوه الطبرسي، في إعلام الورى، ص ۹۲.
2.كذا في النسخ. و هو اسم أحد اليهود.
3.ما بين المعقوفتين من المعجم الأوسط.