و لايخفى على أهل التحقيق أهمّيّة كتاب تفسير القمّي و اعتباره ، و فضيلة مؤلّفه عليّ بن إبراهيم بن هاشم القمّي ، و هو من أعلام القرن الثالث والرابع وأجلّ رواة الأصحاب في عصر الإمام العسكري عليه السلام ، و قد أكثر الكليني رحمه اللَّه عليه عنه الرواية في الكافي و أيضاً عن أبيه إبراهيم بن هاشم الثقة . وطُبع هذا التفسير مراراً ، و مكانته عند الأصحاب كالشمس في رابعة النهار . وما بين يدي القارئ هو مختصر تفسير القمّي صناعة أحد أعلام القرن الثامن من الهجرة ، المتفنّن في العلوم والفنون المختلفة ، صاحب الرأي في الحكمة والكلام والفقه والتفسير والطبّ والرياضي وغيرها ، و يعدّ من تلامذة العلّامة الحلّي رحمه اللَّه عليه والخواجة نصير الدين الطوسي رحمه اللَّه عليه ، قد بلغت مصنّفاته إلى أكثر من ۳۵ مورداً ، و هو كمال الدين عبد الرحمن بن محمّد بن إبراهيم بن محمّد يوسف ابن العتائقيّ الحلّي (كان حيّاً في سنة ۷۸۶ ه) .