[ ۳۵ ] قوله: «اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ والارْضِ»...الآية، نزلت في آل محمّد، فقد روى ۱ عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن جندب، قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام أسأله عن هذه الآية، فأجابني: «نزلت فينا واللَّه، ضُرب بنا المثل، وعندنا علم المنايا والبلايا، وأنساب العرب، ومولد الإسلام، وما من فئة تضلّ مائة، وتهدي مائة إلّا ونحن نعرف سائقها وقائدها وناعقها ۲ ، ۳ إلى يوم القيامة».
قوله: «كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ» يعني: الكوّة التي فيها السراج، تضيئ له البيت، فكذلك مثل آل محمّد في الناس يهتدى بهم، دليل ذلك قوله: «فِى بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ»...الآية . ۴
[ ۳۹ ] ثمّ ضرب اللَّه مثلا لأعمال من نازعهم ۵ - يعني: عليّاً وولده والأئمّة عليهم السلام - وعاداهم، فقال: «والَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ»...الآية. الظمآن: العطشان، والسراب: هو الآل ۶ . ۷
أقول: الفرق بين السراب والآل: أنّ السراب ما رأيته إلى نصف النهار كالماء، والإلّ إلى آخر النهار ۸ . والقيعة: المفازة المستوية.
[ ۳۶ ] وقال العالم: «قوله: «يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زيتونة لا شَرْقِيَّةٍ ولا غَرْبِيَّةٍ يَكادُ زَيْتُها يُضِىءُ» أي علمها «ولَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ» من رسول اللَّه إلى عليّ «يَهْدِى اللَّهُ
1.في «ب» و «ج»: «فعن».
2.في «ب» و «ج»: «ألا عندنا علم سائقها وتابعها وقائدها».
3.في الأصل زيادة «وإنّا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق، وإنّ شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم، أخذ اللَّه علينا وعليهم الميثاق، يردون موردنا، ويدخلون مدخلنا، ليس على ملّة الإسلام غيرنا وغيرهم».
4.رواه البحراني في البرهان، ج ۴، ص ۷۳، عن تفسير القمّي. وروى الشيخ محمّد بن يعقوب الكليني في الكافي، ج ۱، ص ۱۳۹، ح ۶.
5.في «ب» و «ج»: «لمن نازعهم».
6.في الأصل زيادة: «الذي تراه في المفازة يلمع من بعيد، كأنه الماء، وليس في الحقيقة شيء، فإذا جاء العطشان، لم يجده شيئا، والقيعة: المفازة المستوية» .
7.رواه البحراني في البرهان، ج ۴، ص ۷۸، عن تفسير القمّي.
8.وللمزيد عن الفرق بين السراب والآل راجع لسان العرب، ج ۱، ص ۴۵۶ - ۴۵۶.