333
مختصر تفسير القمّي

العجلاني الأنصاري ۱ ، فقال: يا رسول اللَّه، إنّ امرأتي زنى بها شريك ۲ بن سمحاء، وهي منه حامل، فأعرض عنه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله، فأعاد عليه القول، فأعرض عنه، حتّى فعل ذلك أربع مرّات، فدخل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله منزله، وكره ما جاء به، فنزلت عليه آية اللعان، فخرج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وصلّى بالناس العصر، وقال لعويمر: «ائتني ۳ بأهلك، فقد أنزل اللَّه فيكما قرآنا».
فجاء إليها، فقال لها: رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله يدعوك، فخرجت، وكانت في شرفٍ من قومها، فجاء معها جماعة، فلمّا دخلت المسجد، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله لعويمر: «تقدّما إلى المنبر، والتعنا».
قال: فكيف أصنع؟
فقال: «تقدّم وقل: أشهد باللَّه إنّني لمن الصادقين فيما رميتها به».
قال: فتقدّم وقالها.
فقال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله: «أعدها» فأعادها، ثمّ قال: «أعدها» حتّى فعل ذلك أربع مرّات، فقال له في الخامسة: «عليك لعنة اللَّه إن كنت من الكاذبين فيما رميتها به».
فقال: والخامسة أنّ لعنة اللَّه عليه إن كان من الكاذبين فيما رماها به. ۴ ثمّ قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله: «إنّ اللعنة لموجبة إن كنت كاذباً ۵ ». ثمّ قال له: «تنح» فتنحى عنه.
ثمّ قال لزوجته ۶ : «تشهدين كما شهد أنّه من الكاذبين فيما رماك به، وإلّا أقمت عليك حدّللَّه». فنظرت في وجوه قومها، فقالت: لا اُسوّد هذه الوجوه في هذه العشية، فتقدّمت إلى المنبر، فقالت: أشهد باللَّه أنّ عويمر بن ساعدة لمن الكاذبين فيما رماني به.
فقال لها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله: «أعيديها» فأعادتها، حتّى أعادتها أربع مرّات، فقال لها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله: «إلعني نفسك في الخامسة، إنّ كان من الصادقين فيما رماك به».
فقالت في الخامسة: إنّ غضب اللَّه عليها ۷ إنّ كان من الصادقين فيما رماني به.

1.كذا في الأصل، وفي «ج»: «عويمر بن الحارث». وفي «ب»: «عويمر الحارثية».

2.في «ج»: «إنّ امرأتي زنت بشريك».

3.في «ب» و «ج»: «ائت».

4.كذا في النسخ، والصحيح: عليّ إن كنت من الكذّابين فيما رميتها به».

5.في «ب» و «ج»: «ثمّ قال له: أعدها أربع مرّات، فأعادها، فقال له رسول اللَّه: العن نفسك في الخامسة إن كنت من الكاذبين، وقال: إنّ هذه اللعنة لموجبة إن كنت كاذباً».

6.في «ب» و «ج»: «للمرأة».

7.كذا في النسخ، والصحيح: «عليّ».


مختصر تفسير القمّي
332

فأمر أمير المؤمنين عليه السلام بحبسه ۱ ، ثمّ نادى أمير المؤمنين عليه السلام: أيّها الناس، إنّ هذا الرجل يحتاج أن يقام ۲ عليه حدّ اللَّه، فاخرجوا متنكّرين، لا يعرف بعضكم بعضاً، ومعكم أحجاركم ۳ .
فلمّا كان من الغدّ، أخرجه أمير المؤمنين عليه السلام بالغلس ۴ ، وصلّى ركعتين، ثمّ حفر حفيرة، ووضعه فيها، ثمّ‏نادى: أيّها الناس، إنّ هذه حقوق اللَّه، لا يطلبها ۵ من كان عنده للَّه حقّ مثله، فمن كان للَّه عليه حقّ مثله فلينصرف، فإنّه لا يقيم الحدّ للَّه من كان للَّه عليه الحدّ. فانصرف الناس إلّا أمير المؤمنين والحسن والحسين، فأخذ أمير المؤمنين عليه السلام حجراً، فكبّر أربع تكبيرات، فرماه، ثمّ أخذ ۶ الحسن عليه السلام مثله، ثمّ فعل الحسين عليه السلام مثله. فلمّا مات أخرجه أمير المؤمنين عليه السلام، وصلّى عليه ودفنه، فقالوا: يا أمير المؤمنين، ألا تغسله؟ قال: قد اغتسل بما هو منها طاهر ۷ إلى يوم القيامة.
ثمّ قال أمير المؤمنين عليه السلام: أيّها الناس من أتى هذه القاذورة ۸ ، فليتب إلى اللَّه تعالى فيما بينه وبين اللَّه، فواللَّه لتوبة ۹ إلى اللَّه في السرّ أفضل من أن يفضح نفسه، ويهتك ستره » . ۱۰
أقول: إذا انصرف الناس كلّهم، فإنّ كلّهم للَّه عليه حدّ؛ فالحكم فيه إشكال، كما لا يخفى ۱۱ .
[ ۶ ] قوله: «وَ الَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ ولَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلا أَنْفُسُهُمْ»...الآية، هذا هو اللعان، وكان سبب ذلك أنّه ۱۲ لمّا رجع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله من غزوة تبوك جاء إليه عويمر بن ساعدة

1.في «ج»: «فأمر أمير المؤمنين عليه السلام قنبراً فحبسه».

2.في «ج»: «نقيم».

3.في «ب»: «أحجار». وفي «ج»: «الحجارة».

4.الغلس: ظلمة آخر الليل، إذا اختلطت بضوء الصباح. النهاية، ج ۳، ص ۳۷۷ (غلس).

5.في «ج»: «إنّ هذه حقوق اللَّه لا نبطلها».

6.في «ج»: «تكبيرات، ورماه به، ثمّ فعل».

7.في «ج»: «قد اغتسل بماء هو طاهر منه».

8.القاذورة: الفعل القبيح والقول السّيّئ. وأراد به هنا: الزنا. اُنظر: النهاية، ج ۴، ص ۲۸ (قذر).

9.في «ج»: «لتوبته».

10.رواه البحراني في البرهان، ج ۴، ص ۴۸ - ۴۹، عن تفسير القمّي.

11.كذا في «ج». و في «أ» و «ب»: «فالحكم فيه أ شكل كما لايخفى».

12.في «ج»: «وأوّل من لاعن في الإسلام».

  • نام منبع :
    مختصر تفسير القمّي
تعداد بازدید : 82336
صفحه از 611
پرینت  ارسال به