العجلاني الأنصاري ۱ ، فقال: يا رسول اللَّه، إنّ امرأتي زنى بها شريك ۲ بن سمحاء، وهي منه حامل، فأعرض عنه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله، فأعاد عليه القول، فأعرض عنه، حتّى فعل ذلك أربع مرّات، فدخل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله منزله، وكره ما جاء به، فنزلت عليه آية اللعان، فخرج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وصلّى بالناس العصر، وقال لعويمر: «ائتني ۳ بأهلك، فقد أنزل اللَّه فيكما قرآنا».
فجاء إليها، فقال لها: رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله يدعوك، فخرجت، وكانت في شرفٍ من قومها، فجاء معها جماعة، فلمّا دخلت المسجد، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله لعويمر: «تقدّما إلى المنبر، والتعنا».
قال: فكيف أصنع؟
فقال: «تقدّم وقل: أشهد باللَّه إنّني لمن الصادقين فيما رميتها به».
قال: فتقدّم وقالها.
فقال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله: «أعدها» فأعادها، ثمّ قال: «أعدها» حتّى فعل ذلك أربع مرّات، فقال له في الخامسة: «عليك لعنة اللَّه إن كنت من الكاذبين فيما رميتها به».
فقال: والخامسة أنّ لعنة اللَّه عليه إن كان من الكاذبين فيما رماها به. ۴ ثمّ قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله: «إنّ اللعنة لموجبة إن كنت كاذباً ۵ ». ثمّ قال له: «تنح» فتنحى عنه.
ثمّ قال لزوجته ۶ : «تشهدين كما شهد أنّه من الكاذبين فيما رماك به، وإلّا أقمت عليك حدّللَّه». فنظرت في وجوه قومها، فقالت: لا اُسوّد هذه الوجوه في هذه العشية، فتقدّمت إلى المنبر، فقالت: أشهد باللَّه أنّ عويمر بن ساعدة لمن الكاذبين فيما رماني به.
فقال لها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله: «أعيديها» فأعادتها، حتّى أعادتها أربع مرّات، فقال لها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله: «إلعني نفسك في الخامسة، إنّ كان من الصادقين فيما رماك به».
فقالت في الخامسة: إنّ غضب اللَّه عليها ۷ إنّ كان من الصادقين فيما رماني به.
1.كذا في الأصل، وفي «ج»: «عويمر بن الحارث». وفي «ب»: «عويمر الحارثية».
2.في «ج»: «إنّ امرأتي زنت بشريك».
3.في «ب» و «ج»: «ائت».
4.كذا في النسخ، والصحيح: عليّ إن كنت من الكذّابين فيما رميتها به».
5.في «ب» و «ج»: «ثمّ قال له: أعدها أربع مرّات، فأعادها، فقال له رسول اللَّه: العن نفسك في الخامسة إن كنت من الكاذبين، وقال: إنّ هذه اللعنة لموجبة إن كنت كاذباً».
6.في «ب» و «ج»: «للمرأة».
7.كذا في النسخ، والصحيح: «عليّ».