إلى رجل من الأنصار، فقال له: هل عندك من طعام؟
فقال: نعم، يا رسول اللَّه. وذبح له عناقاً وشواه، فلمّا أدناه ۱ منه تمنّى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله أن يكون معه عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، فجاء أبو بكر وعمر ۲ ، ثمّ جاء عليّ عليه السلام بعدهما ۳ ، فأنزل اللَّه في ذلك: «وما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِك مِنْ رَسُولٍ ولا نَبِىٍّ» ولا محدَّث ۴«إِلّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِى أُمْنِيَّتِهِ» يعني: فلاناً وفلاناً «فَيَنْسَخُ اللَّهُ ما يُلْقِى الشَّيْطانُ» بعليّ عليه السلام لمّا جاء بعدهما «ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آياتِهِ واللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» » . ۵
أقول: إمّا أن يريد بالتمنّي التلاوة، أو تمنّي القلب. فإن أراد التلاوة، كان المعنى: أنّ من اُرسل قبلك كان إذا تلا ما يؤدّيه إلى قوم حرّفوه، كما فعلت اليهود. وأضاف ذلك إلى الشيطان ؛ لأنّه بوسوسته وغروره.
وإن أراد ۶ تمنّي القلب، كان: متى تمنّى بقلبه بعض ماتمنّاه، يوسوس إليه بالباطل ويحدّثه بالمعاصي، فإنّه تعالى ينسخ ذلك ويبطله. والأحاديث المروية في هذا الباب كثيرة ۷ ، فلا يلتفت إليها في الباب؛ لأنّها مخالفة للعقل والنقل. ۸
[ ۷۳ ] قوله: «يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ» إلى قوله: «وَ نِعْمَ النَّصِيرُ»؛ فإنّها نزلت في محمّد والأئمّة خاصّة .
[ ۷۵ ] قوله: «اللَّهُ يَصْطَفِى مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النّاسِ»، فمن الملائكة: جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت ۹ ، «ومِنَ النَّاسِ»: اُلُوا العزم، وأفضلهم:
1.في «ب» و «ج»: «فذبح له عناقاً وشواه، فلمّا دنا منه».
2.كذا في البرهان. وفي «ط»: «منافقان».
3.في «ب» و «ج»: «بعد».
4.روى نحوه هذا الاختلاف في القراءة الكليني في الكافي، ج ۱، ص ۱۳۴، ح ۲؛ و ص ۲۱۲، ح ۲.
5.رواه البحراني في البرهان، ج ۳، ص ۸۹۷، عن تفسير القمّي. وروى نحوه محمّد بن العبّاس في تأويل الآيات، ج ۱، ص ۳۴۷، ح ۳۳.
6.في «ب» و «ج»: «كان المراد».
7.إنّما كثرتها من طريق العامّة، ولم ترد من طريق الخاصّة.
8.وقد بيّن السيّد المرتضى في تنزيه الانبياء، ص ۱۵۲ - ۱۵۷ بطلانها بما فيه الكفاية. هذا، ولم يذكر المؤلّف تفسير الآيات ۵۶ - ۷۰ ، فراجع الأصل.
9.في «ب» و «ج» بدل: «ملك الموت»: «الذين يبعثهم اللَّه إلى الأنبياء».